الضربات الأميركية غرب صنعاء نجم عنها حرائق ضخمة أضاءت الأفق

في تصعيد مستمر للأزمة اليمنية، وبعد خمسة أسابيع من الحملة العسكرية الأميركية المكثفة ضد جماعة الحوثيين، أعلنت الجماعة المدعومة من إيران عن ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين جراء الغارات التي استهدفت غرب صنعاء إلى 36 قتيلاً وجريحًا. كما أقرت بتلقي ضربات أخرى في محافظتي صعدة والجوف، في الوقت الذي تتبنى فيه المزيد من الهجمات ضد إسرائيل.

ففي مساء الأحد، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين باليستيين وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، مدعيةً إسقاط طائرة استطلاع أميركية في محافظة حجة شمال غربي اليمن. تأتي هذه التطورات في ظل حملة عسكرية بدأها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منتصف مارس الماضي، متوعدًا بـ”القضاء التام” على الحوثيين بهدف وقف تهديدهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وردع هجماتهم المتزايدة على إسرائيل.

ورغم التكتم الشديد من قبل الحوثيين على خسائرهم العسكرية، تشير التقارير إلى أن الجماعة تلقت نحو 430 ضربة جوية وبحرية منذ بدء الحملة، استهدفت بشكل أساسي مخابئهم المحصنة وقدراتهم العسكرية في مناطق استراتيجية مثل صعدة وصنعاء والحديدة ومأرب والجوف. وفي المقابل، يزعم الحوثيون أن 123 مدنياً قتلوا وأصيب 247 آخرون جراء هذه الضربات، وهي أرقام يصعب التحقق منها بشكل مستقل.

وعلى الرغم من توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لأكثر من أسبوعين، عادت الجماعة لتبني إطلاق صاروخين باليستيين، زاعمةً استهداف قاعدة عسكرية ومطار بن غوريون وهدف حيوي في عسقلان، في حين لم يؤكد الجيش الإسرائيلي سوى اعتراض أحد الصاروخين. كما ادعى المتحدث العسكري باسم الحوثيين إسقاط طائرة أميركية مسيرة رابعة خلال أسبوعين، مؤكدًا عدم تأثر قدراتهم العسكرية وتوعدًا باستمرار التصعيد حتى وقف الحرب على غزة.

في المقابل، يرى مراقبون يمنيون أن الحملة الجوية الأميركية وحدها لن تكون كافية لإنهاء تهديد الحوثيين، مؤكدين على ضرورة تدخل بري من قبل القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

البحث