على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن “وباء الوحدة” الناجم عن قضاء الناس أوقاتًا أطول بمفردهم، يشير خبراء إلى وجود فارق جوهري بين الوحدة القسرية والعزلة الطوعية التي قد تحمل فوائد جمة، كما ورد في تقرير لصحيفة “نيويورك بوست”.
توضح فرجينيا توماس، أستاذة علم النفس، أن القلق المجتمعي بشأن العزلة ينبع من نظرة ثقافية قاصرة تعتبر الرغبة في الانفراد أمرًا غير طبيعي ويستدعي الشفقة أو الخوف. إلا أن الأبحاث تكشف عن ثلاثة مزايا رئيسية للعزلة الطوعية:
أولاً، تساهم العزلة في خفض التوتر، حيث أظهرت الدراسات أن مجرد 15 دقيقة من الانفراد بالنفس يمكن أن تقلل من مشاعر القلق وتزيد من الهدوء، مما يساعد على استعادة الطاقة وتحسين التركيز الذهني.
ثانياً، توفر العزلة مساحة حيوية للنمو الشخصي والتأمل الذاتي. تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين يختارون قضاء وقت بمفردهم يتمتعون باستقلالية أكبر وإحساس أقوى بالهوية الذاتية، كما أنهم يشعرون بتوتر أقل وسيطرة أكبر على حياتهم.
ثالثاً، تعزز العزلة التواصل مع المشاعر وتزيد من الإبداع. فمن خلال توفير مساحة ذهنية لمعالجة الأحاسيس وتوليد الأفكار الجديدة، يمكن للعزلة أن تنمي الذكاء العاطفي والقدرات الإبداعية، وهو ما تجلى خلال فترة الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا حيث لوحظ ارتفاع في مستويات الإبداع اليومي لدى الكثيرين.