وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو اليوم الخميس، في زيارة من المتوقع أن يلتقي خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، وذلك لبحث مستجدات المفاوضات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة.
ولدى وصوله، صرّح عراقجي بأن بلاده “تحرص دائماً على التنسيق والتشاور مع روسيا بشأن ملفها النووي”، مؤكداً على عمق التعاون القائم بين الجانبين في هذا المجال.
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد أفادت، يوم الأربعاء، أن عراقجي يحمل رسالة خاصة من المرشد الإيراني علي خامنئي موجّهة إلى الرئيس الروسي بوتين، تُسلم خلال هذه الزيارة التي تسبق الجولة الثانية من المحادثات بين طهران وواشنطن المقررة يوم السبت المقبل.
وفي حديثه من موسكو، أوضح عراقجي أن رسالة المرشد الإيراني تتناول قضايا “إقليمية، دولية، وكذلك ملفات ثنائية بين طهران وموسكو”.
من جانبها، أعربت الرئاسة الروسية عن استعدادها للعب دور في تسوية الأزمة النووية الإيرانية، حيث أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بلاده “على أتم الاستعداد لتقديم كل ما بوسعها لدعم الحلول السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالملف النووي الإيراني”. وبشأن احتمال لعب موسكو دور الضامن لأي اتفاق مستقبلي، قال بيسكوف: “نحن على استعداد للقيام بكل ما هو مطلوب من جانبنا”.
يُذكر أن عراقجي كان قد التقى يوم السبت الماضي في مسقط مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوساطة سلطنة عُمان، وهو اللقاء الأرفع منذ انهيار الاتفاق النووي لعام 2015.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي في عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، وفرضت بعدها عقوبات مشددة على إيران، رغم استمرار التزام طهران ببنود الاتفاق لعام كامل، قبل أن تبدأ هي الأخرى بالتراجع التدريجي عن التزاماتها.
ومع عودة ترامب لاحقاً إلى البيت الأبيض، دعا طهران إلى التفاوض على اتفاق “جديد”، ملوّحاً في الوقت نفسه بالخيار العسكري إن لم تفلح الجهود الدبلوماسية.
وفي الأسابيع الماضية، كثفت روسيا والصين – الحليفان الرئيسيان لطهران – من اتصالاتهما مع إيران لمناقشة برنامجها النووي، حيث شددت موسكو على أهمية الحل السلمي، محذرة من أن الانزلاق نحو مواجهة عسكرية سيشكل “كارثة على مستوى العالم”.