تقرير حصري من مراسلتنا الخاصة في زيمبابوي جيسيكا بيرني:
تقع زيمبابوي في قلب جنوب أفريقيا، وهو بلد يضم 14 مليون نسمة، محاط بين نهري زامبيزي وليمبوبو، ويعتبر واحداً من أجمل الوجهات للسفاري، التي اخترنا أن نأخذكم لاكتشافها هذا الشهر في برنامج “مقابلة”. تجربة تغيّر الأجواء مضمونة! منذ أن أقلع طائرتنا الصغيرة من فيكتوريا فولز، بدأ رحلتنا تأخذ طابع فيلم سينمائي. تحت أقدامنا، تتوالى القرى والسافانا. وعندما تهبط الطائرة على مدرج في البراري، تتسارع الصور التي غذّت طفولتنا. مركبة 4X4 في انتظارنا. المرشد، الذي يرتدي قميصًا كاكيًا ويحمل بندقية كبيرة، يمدنا ببعض التعليمات لكي لا نزعج الحيوانات. أخذ الطريق يعني تقريبًا تصفح كتاب كيبنغ، حيث تتغلغل في المكان والشخصيات دون معرفة ما سيأتي. نظرة إلى اليسار، إلى اليمين، وعند مفترق طريق، يظهر فجأة ملك السافانا. هذا اللقاء السحري يُستمتع به بفرح ولذة. مرحبًا بكم في مملكة الحيوانات!
زيمبابوي: منظر من بطاقة بريدية
بدأت رحلتنا على طول سهل غمره الغروب، حيث تبدو مشهد الغزلان تحت أشجار الباوباب كأنها بطاقة بريدية. عبور هذه المسارات السحرية يسمح لنا بمراقبة قطعان الزرافات، ملك السافانا وبعض اللبؤات التي تسترخي في السهول القاحلة. في هذا الهروب الذي يبدو رائعًا جدًا، يذكرنا المرشد أن الحيوانات البرية هي أول ضحايا الاحتباس الحراري. خلال ثلاثين عامًا، انخفضت كمية الفاكهة التي تتغذى عليها الثدييات الكبيرة بنسبة 80%. لهذا السبب تم إنشاء ستون نقطة مياه في قلب حديقة هوانغ الوطنية. يتم صيانة المضخات من قبل الحراس، وكذلك من قبل مسؤولي الفنادق والمخيمات في البراري.
لقاء مع الفيلة، الذئاب البرية والضمائر
بعد قهوة صباحية بصحبة الفيلة، جابنا الحديقة باتجاه التلال المتموجة في غرب هوانغ، التي تحتضن كبار الوحوش وبعض الذئاب البرية. في هذه المنطقة القاحلة، توجد مسارات نادرة تؤدي إلى مناظر طبيعية تخطف الأنفاس. الحياة البرية حاضرة بقوة في هذه الجزء من الحديقة حيث يحب الفهود اصطياد الإمبالا والظباء.
لodge Somalisa
يمدد Lodge Somalisa فكرة السفاري عبر تعزيز التجارب التفاعلية. تنتشر مجموعة من الخيام المجهزة بأثاث خشبي داكن وجسرين رائعين في قلب السافانا الأفريقية، مما يشكل نظامًا بيئيًا فاخرًا حيث يلتقي الهدوء التأملي الذي جاء للبحث عنه البعض مع المغامرة التي يسعى إليها آخرون. ولرفع المستوى، يوفر حوض مخصص لإرواء الفيلة تجربة غامرة ويسمح بالانتعاش في قلب البراري.
حديقة الأنتيلوب
للانغماس في الحياة البرية وعيش لحظات لا تُنسى من الحرية، نركب الخيل في محمية خاصة في قلب زيمبابوي. خلال هذا السفاري على الخيل، سنجد تلك أفريقيا الأسطورية التي تضيء عيوننا عند رؤية اللبؤات والزرافات. نواصل سيرنا على الأقدام، بلا استعجال، لمراقبة والتقاط صور مع أحد الفهود. التعليمات صارمة: لا ننظر أبدًا إلى عيون الحيوان، نبتعد فورًا إذا أرسل إشارات انزعاج، ونترك ركبة واحدة على الأرض. تجربة ستظل محفورة في الذاكرة مدى الحياة!
ماتوبو
تستمر الرحلة في جنوب شرق زيمبابوي لاكتشاف جبال ماتوبو في مشهد يشبه فيلم “Out Of Africa”. هنا، التكوينات الجرانيتية مذهلة، وتعتبر بعض القمم مقدسة. الحديقة تحتضن تنوعًا كبيرًا من الحيوانات مثل وحيد القرن الأبيض النادر، والصقور الأفريقية، والعديد من الزرافات.
قصة إنقاذ مذهلة
في عام 1958، كان أحد حراس الصيد الرئيسيين في ما كان يُسمى حينها روديسيا، اليوم زيمبابوي، مكلفًا بنقل الحيوانات المحاصرة بسبب ارتفاع مياه بحيرة كاريبا ونهر زامبيزي. تمكّن هذا الإجراء من إنقاذ 6000 حيوان، وهذه المنطقة مليئة بالحيوانات البرية التي يمكن ملاحظتها على متن مركبة 4X4. في أساطير شعوب التونغا في المنطقة، يُعتبر نهر زامبيزي موطن إله النهر، نيامي نيامي. هذا التنين العملاق ذو جسد الأفعى ورأس السمك يعتني بشعب التونغا في الأوقات الصعبة.
بولاوايو، منازلها الاستعمارية وأشجار الجاكاراندا
بين اثنين من السفاري، نتجول في وسط مدينة بولاوايو مع أشجار الجاكاراندا المزهرة التي تصطف على جانبي الشوارع ومبانيها الاستعمارية. لفهم تاريخ زيمبابوي، نزور متحف التاريخ الطبيعي الذي يعرض إمبراطورية مونوموتابا، الاستعمار البريطاني لروديسيا القديمة، والاستقلال في عام 1980.
نهاية الرحلة أمام شلالات فيكتوريا
لا يمكن أن تنتهي رحلتنا إلا أمام شلالات فيكتوريا. لرؤية هذه الجمال الطبيعي الذي يمكن أن يصل تدفقه إلى 500 مليون لتر في الدقيقة، ننطلق في رحلة طيران مذهلة لاكتشاف هذا الموقع الرائع في أفريقيا، فوق نهر زامبيزي، بين زامبيا وزيمبابوي. تم اكتشاف الشلالات في عام 1855، عندما بدأ ديفيد ليفينغستون، الطبيب والمستكشف الإسكتلندي، رحلة استكشافية عبر القارة الأفريقية. أطلق على الموقع اسم فيكتوريا تكريمًا للملكة البريطانية فيكتوريا. يمكن رؤية الشلالات من أسفل الوادي حيث تضيف رذاذ المياه جوًا غامضًا. مكان لا بد من زيارته.