كتبت غاييل بطيش في الـ Entrevue:
أفرجت إسرائيل يوم أمس الثلاثاء عن خمسة محتجزين لبنانيين لديها في “بادرة حُسن نية”، بالتزامن مع تبلور اتفاق بين إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية.
وتندرج هذه التطورات في سياق مساعٍ لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
وفي حديث لـ Entrevue، أكد الكاتب السياسي قاسم قصير أن الإفراج عن الأسرى تم بعد اتصالات أجراها رئيس الجمهورية جوزف عون مع الأميركيين. ويُعتقد أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة لتهدئة الوضع في الجنوب وتخفيف الضغوط على الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية، التي تعرضت لانتقادات بسبب عدم اتخاذها لموقف حازم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية.
وأضاف أن الإفراج عن الأسرى تزامن مع المفاوضات المتعلقة بانسحاب إسرائيل من المناطق الخمس المحتلة.
وأوضح قصير أن هذه الخطوة تعد محاولة أميركية لتخفيف حدة التوتر وسحب ورقة الاعتراض التي يستخدمها حزب الله ضد الحكومة والجيش اللبناني، حيث يزعم الحزب أنهما لم يتخذوا أي إجراءات فعالة.
وأشار إلى أنه لا توجد معلومات محددة بشأن توقيت الإفراج والاتصالات التي جرت مع الإسرائيليين، ولا تفاصيل حول ما جرى بين الأميركيين والإسرائيليين، ولكن يُفترض أن هذا الإفراج هو نتيجة مفاوضات استمرت لفترة، وهو جزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
ورأى قاسم قصير أن توقيت الإفراج عن الأسرى تزامن مع عقد أول اجتماع حول موضوع ترسيم الحدود، رغم أن مصطلح “ترسيم الحدود” ليس دقيقًا، إذ أن الحدود مرسمة. والمطلوب حاليًا هو انسحاب الاحتلال من النقاط الخمس ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الاتفاق على النقاط الـ12. وقد يكون هذا جزءًا من المفاوضات التي تهدف إلى دفع لبنان نحو مزيد من التفاوض مع إسرائيل.
وأوضح أن الاجتماع الذي عقد أمس تم فيه بحث النقاط الخمس، وتبيّن أن هذا الاجتماع هو بداية لمرحلة جديدة. ورحب به الأميركيون والفرنسيون وقوات “اليونيفيل”. ويبدو أن هناك مسارًا جديدًا يقوده الأميركيون، رغم أننا لا نعرف تفاصيله بشكل كامل، إلا أن الواضح هو أن الأميركيين يسعون لدفع الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل.