كتبت سمر يموت في الـ Entrevue:
رغم التحديات الصعبة التي مرّ بها لبنان ولا يزال، صنّف تقرير INTERNATIONAL IQ TEST شعب لبنان في المرتبة الأولى عربيّاً للعام 2025، بنسبة 93.39 بالمئة متفوّقاً بذلك على كافة الدول العربية، وجاءت تونس في المرتبة الثانية 93.37 تلتها الجزائر فالإمارات العربية المتحدة.
هذا التقرير أعطى دعماً إيجابيّاً للبنانيين الذين سئموا من الحروب والأزمات الاقتصادية وشوائب السياسة، وجاي ليؤكّد على أن الشعب اللبناني يمتاز بقدراتٍ ومهاراتٍ لم تتمكن كل الظروف الصعبة أن تهبط عزيمته. وفي هذا الإطار، ذكّرت الأخصائية في علم النفس الاجتماعي د. فريال عبد الله للـ Entrevue: “أنّ هذه الدراسة أتت بعد كلّ الظروف المأسوية التي مررنا بها، بعد حربٍ مرعبة، سبقتها أزمة اقتصادية صعبة ومعاناة مع كورونا، فجاءت لتؤكد أنّ اللبناني، وبصرف النظر عن المرونة النفسية التي يتمتع بها، لديه من الذكاء والقدرات العالية التي تجعل منها شخصاً مميزاً وهذا أمرٌ غير غريب عنه”.
مما لا شكّ فيه أنّ التعليم كان حافزاً أساسيّاً للوصول الى هذا التميّز، فلبنان يتميز بقطاعه التعليمي، ومدارسه وجامعاته تحتل مكانة مرموقة بين باقي المؤسسات التعليمية في العالم العربي.
وأشارت عبد الله “الى تصدّر الجامعات في جودة التعليم بدليل تهافت الطلاب العرب عليها، والى احتلال الجامعة اللبنانية والأميركية واليسوعية الصدارة بكافة الدراسات التي يجريها طلّابها رغم كلّ الأزمات، ما يدلّ على موقعها الريادي في العالم العربي والعالم كلّه، هذا الى جانب اتقان اللبنانيون لثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنكليزية وانفتاحهم على مختلف الثقافات والأسواق في العالم، ما يجعل منهم عامل جذب وطلب في سوق العمل أينما كان”، مشيرة الى “أن مئات الطلاب في لبنان يدرسون اختصاصين أو ثلاثة ويعملون في أكثر من وظيفة ويصرّون دائماً على تطوير ذاتهم ومهاراتهم في علم النفس كي يفهموا طريقة التعامل مع أولادهم وينجحوا في علاقاتهم الاجتماعية”.
وفي القطاع الصحي، لا يزال الطب وقطاع الاستشفاء في لبنان في الصدارة وهو مركز جذب للأشقاء العرب، نظراً لبراعة أطبائه والطاقم التمريضي والخدمات المتطوّرة التي تقدمها مستشفياته، هذا ما تشير إليه الأخصائية عبدالله، لتختم حديثها لموقعنا “تقرير الـ IQ أعطى دعماً كبيراً للبنانيين على الصعيد النفسي وأكّد أننا شعب لا يستسلم، ولا تستطيع كل الظروف السيئة أن تنال من عزيمتنا، نحن شعب مكافح يصنع من الضعف قوّة ويثبت مرّة جديدة أنّه قادرٌ على تجاوز كلّ الأزمات ويفرض نفسه أينما كان في لبنان والعالم”.