كتبت سمر يموت في الـ Entrevue:
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس الأوّل رسائل تُحرّض على الوجود السوري في المناطق الشيعية وتدعو السوريين الى المغادرة فوراً من بعض المناطق الجنوبية وكافة مناطق النفوذ الشيعي في مهلة أقصاها ثلاثة أيام (تبدأ يوم غد الأحد) “تحت طائلة المسؤولية”.
وأوردت بعض الرسائل التي نُسبت الى شباب بلدة النبطية الفوقا، تحذيراً لأي جهة كان أن تتدخّل ومما جاء فيها:”نحن أصحاب الأرض علينا حمايتها، تكليف شرعي على المسؤولين في حركة أمل وحزب الله، تحركوا في أسرع وقت (الدواعش في بيوتكم)”، فيما تحدثت رسائل أخرى عن منع شباب الضاحية الجنوبية “أي سوري من التواجد فيها ووجوب تركها فوراً”.
بالمقابل، تناقلت مجموعات أخرى رسائل منسوبة الى أبناء طرابلس وتحديداً الى شباب القبة، فنشرت بياناً مذيّلاً بإمضاء شباب قبة النصر- طرابلس ينددون فيه بما يُحكى عن طرد السوريين في عدد من المناطق وجاء في البيان “من بعد ما قام به أبناء الطائفة الشيعية بتبليغ السوريين بتهجيرهم وإلا قتلهم، نحن شباب القبّة نمنع أي تواجد شيعي في منطقة القبّة ولو كان لهم فيها سنين من السكن وندعو الى تصفية أعمالهم وإخلاء بيوتهم وشركاتهم وعدم الدخول إلى المنطقة لأن كرامة الشعب السوري من كرامتنا”.
وللوقوف على صحة ما يجري اتصل موقع الـ Entrevue بمختار بلدة حارة حريك في الضاحية الجنوبية حسّان سليم، فأكّد لنا “أن ما يتم تداوله هو خبر عارٍ تماماً عن الصحة ليس في الضاحية فقط، بل أيضاً في الجنوب وكافة المناطق” وأشار أنّ “مثل تلك الأخبار هي من صُنع مُطلِقيها”، مبدياً حرصه على التعايش بين الشعبين، وتعاطفه مع السوريين كونهم أُرغموا على ترك بلادهم. كما نفى مختار بلدة القبّة – طرابلس، اسماعيل إسماعيل ما يتم تداوله عبر الواتساب ووسائل التواصل، مشيراً الى “أن هناك طابور خامس يستفيد دائما من زرع الفتن”، وقال” نحن أبناء طرابلس كنا ولا نزال أهلأ للتعايش بين مختلف الطوائف والأديان ونحن وجيراننا الشيعة على أتم التوافق، نفطر معاً في رمضان ونحرص على بقاء أفضل العلاقات بيننا”.
مطلقو البيانات معروفين بالأسماء
بدوره أكّد مصدر أمني للـ Entrevue أن هذا الموضوع الحسّاس قيد المراقبة من قبل الأجهزة الأمنية ، مشيراً الى “أنّ البيانات الآنفة الذكر ليست منظّمة ولا صادرة عن بلدية أو هيئات أهلية بل عن مجموعة من الأشخاص معروفين بالأسماء والهويات ولن يُسمح لهم بالتصرف كما يروّجون وستكون المواجهة الأمنية لهم بالمرصاد.
وأضاف المصدر “ممنوع اللعب بالأمن، ولن يُسمح لأيّ ردات فعلٍ يكون لها ارتداداتها السلبية على أرض الواقع، لن يُسمح بذلك لا في البقاع ولا الجنوب ولا الضاحية ولا في طرابلس أو أي منطقة أخرى في لبنان”، مشدّداً على أنّ الأجهزة الأمنية تُراقب عن كثب ما يجري وأيّ قمعٍ للسوريين أو لأيّ لبناني ممنوع وسيُردّ عليه بالإجراءات الأمنية والقانونية”.
وختم المصدر “الدولة ستضرب بيد من حديد لضبط الأمن ولا مكان لزعزته أو لإثارة النعرات الطائفية لأنّ المرحلة الحاليّة هي لإثبات وجود الدولة ونجاح العهد الجديد”.