أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، أن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في غزة، متهماً الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش.
وأكد الجيش أنه تم التعرف على جثتي الرضيع كفير بيباس وشقيقه أرييل، البالغ من العمر أربع سنوات، لكن الجثة الثالثة، التي كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري، لا تعود لأي رهينة معروف، ولا تزال مجهولة الهوية.
في بيان رسمي، وصف الجيش ذلك بأنه “انتهاك خطير” من قبل حماس، مشدداً على ضرورة إعادة شيري وجميع الرهائن. وفي الوقت نفسه، أكدت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس أنه تم التعرف رسمياً على جثته التي سُلمت يوم الخميس.
لم يصدر أي تعليق من حماس على الفور، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعهد بالانتقام، قائلاً إن تسليم الجثث يُلزم إسرائيل بمحاسبة الحركة.
وجرت عملية التسليم في عرض علني، حيث نقل مسلحون فلسطينيون أربعة توابيت سوداء وسط حشود فلسطينية ومسلحي حماس، وهو مشهد أثار إدانات، من بينها تصريح للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف فيه المشهد بأنه “بغيض ومروع”.
في إسرائيل، اصطف المواطنون على طول الطريق تحت المطر أثناء مرور السيارات التي حملت التوابيت. وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، إن الأمة بأكملها تعيش “حزناً وألماً لا يمكن وصفهما”.
عملية التسليم تمت ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر.
كفير بيباس، الذي كان يبلغ من العمر تسعة أشهر عند أسره، أصبح رمزاً في هذه الأزمة. ورغم إعلان حماس في نوفمبر 2023 عن مقتل الطفلين وأمهما في غارة إسرائيلية، فإن إسرائيل لم تؤكد هذه الرواية إلا الآن.
التسليم الحالي هو الأول من نوعه ضمن الاتفاق، ومن المقرر أن يتبعه إطلاق سراح ستة رهائن أحياء يوم السبت، مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، من بينهم نساء وأطفال.
في المرحلة المقبلة، من المتوقع أن تبدأ مفاوضات لإطلاق سراح نحو 60 رهينة آخرين، يُعتقد أن أقل من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة، إلى جانب انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة لإنهاء الحرب.