قال عشرة مصادر إن المملكة العربية السعودية تقود مبادرة عربية عاجلة لوضع خطة تتعلق بمستقبل قطاع غزة، وذلك لمواجهة طموحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” وإخلائها من السكان الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يتم مناقشة هذه الأفكار الأولية خلال اجتماع سيعقد في الرياض هذا الشهر، بمشاركة كل من مصر والأردن والإمارات إلى جانب السعودية. وأشار خمسة من المصادر إلى أن المقترحات قد تشمل إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة تحت قيادة دول الخليج، بالإضافة إلى اتفاقية لإبعاد حركة حماس عن المشهد السياسي.
وتشعر السعودية وحلفاؤها في المنطقة بقلق بالغ إزاء خطة ترامب التي تقترح “تطهير” غزة من الفلسطينيين وإعادة توطينهم في الأردن ومصر، وهو ما رفضته القاهرة وعمّان بشكل قاطع، كما تعتبره معظم الدول العربية تهديداً كبيراً للاستقرار الإقليمي.
وقد زاد القلق في السعودية حيث يتضمن الطرح الأميركي تجاهل مطلب المملكة بشأن ضرورة وجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما قد يمهد أيضاً لتوقيع اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة تعزز من قدرات الدفاعات السعودية ضد إيران.
وأوضحت مصادر لـ “رويترز” أن المملكة تسعى لإيجاد خطة بديلة يمكن تقديمها للرئيس الأميركي، وتتم دراستها الآن من قبل ممثلين عن السعودية ومصر والأردن والإمارات والفلسطينيين. وعلى الرغم من أن كل المصادر رفضت الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية القضية، فإن المقترح المصري بات يشكل الأساس لهذه المساعي.
المقترح المصري:
قالت مصادر أمنية مصرية إن المقترح المصري الأخير يقترح تشكيل لجنة فلسطينية لحكم غزة، من دون مشاركة حركة حماس، مع تعزيز التعاون الدولي لإعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، مع السعي لتحقيق حل الدولتين. وأضاف مصدر حكومي عربي أن السعودية ومصر والأردن والإمارات والفلسطينيين سيجتمعون في الرياض لمراجعة الخطة قبل طرحها في القمة العربية في 27 شباط.
ومن المتوقع أن يلعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دوراً محورياً في هذه الجهود. وأوضح مسؤول أردني أن الاجتماع مع الأمير محمد بن سلمان سيكون حاسماً، وأن السعودية تقود الجهود بشكل فعال.
تتمتع السعودية بعلاقة وثيقة مع إدارة ترامب، ومن المتوقع أن تستمر هذه العلاقة، حيث ستستضيف الرياض مؤتمراً لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في ميامي هذا الشهر، بالإضافة إلى محادثات متوقعة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا.
من جانبها، لم تقدم إدارة البيت الأبيض أي تعليق على هذه التطورات، بينما أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى القمة العربية المقبلة، قائلاً: “الآن هو الوقت المناسب لتقديم خطة بديلة إذا كانت لديهم”.