منصة بدائية عثر عليها الجيش اللبناني جنوب لبنان -صورة من إعداد ريبيكا أبو رجيلي

كتبت سمر يموت في الـ Entrevue:

لم تمرّ بضع ساعات على إعلان رئيس الحكومة اللبناني نوّاف سلام طيّ صفحة السلاح قبل أن يأتي الردّ على تصريحاته عاجلاً، عبر إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو بلدة المطلّة في شمال إسرائيل، ما وضع لبنان وسط معادلة جديدة “بيروت مقابل المطلّة”.

وهكذا عادت التهديدات الإسرائيلية لتفتح باب الخطر من أوسعه لعودة الحرب الى لبنان التي قد تكون من دون رادع طالما أن الأميركي يؤمّن الغطاء لإسرائيل لتعبث بأمن لبنان “مقابل حماية أمنها”.


كلّ المعطيات تشير الى أنّ الردّ الإسرائيلي الذي قامت به إسرائيل على عملية الصواريخ الست التي أطلقت من لبنان سيستمر وهو أساساً لم يتوقف، هذا ما يؤكده العميد المتقاعد خليل الحلو في حديث للـ Entrevue، مشيراً الى أنّ “هناك أكثر من 1000 خرق إسرائيلي لوقف إطلاق النار مقابل ثلاثة خروقات للحزب، وطالما الحزب لا يزال مُتمسكاً بسلاحه ومواقف إيران لا تزال كما هي وطالما الوضع في سوريا غير مستقرّ، والحكومة اللبنانية مدعومة من المجتمع الدولي لم تُنفذ القرار 1701 كما تعهّدت شمال وجنوب الليطاني وعلى كافة الحدود السورية، إسرائيل ستستمر بضرباتها”.

وتابع الحلو” إذا حصرنا المسألة بالرد على الصواريخ الست فإسرائيل ضربت أكثر من 45 هدفاً حتى الساعة”. ذكّر الحلو أن سكان شمالي إسرائيل الذين كان من المفترض أن يعودوا قبل السابع من آذار الى ديارهم بدعم مادي للحكومة لم يعد منهم سوى 25 بالمئة وهذه إحدى الهواجس الإسرائيلية، وقال:” يكفي أن يضرب الحزب كل ستة أشهر صاروخاً واحداً تجاه إسرائيل حتى يتردد سكانها من العودة الى أراضيهم”.


لا يخفي العميد المتقاعد خشيته من تكرار الحزب لمثل هذه الأمور، ويسأل “رغم أن الحزب أنكر مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على المطلّة ومثله نفى الفلسطينيون والحزب القومي السوري فمن قام بهذا العمل إذا؟ لا نريد أن نختبئ وراء إصبعنا، المنطقة هناك حاضنة للحزب، إذا لم يكن هو المنفّذ فهو حتماً الذي أوعز بإطلاق الصواريخ، وسواء أصابت الصواريخ أم لم تُصب، فلا اعتقد أن المسألة ستمرّ مرور الكرام حتى ولو كثّفت إسرائيل من ضرباتها الجوية على عدة قرى، إنما التوعّد بالردّ على بيروت لا أعلم لأي درجة سيسمح الأميركي به أو سيتمكن من لجمه”.


في قراءة لما يحصل في غزّة، لا يبدي العميد تفاؤلاً من مسألة لجم أميركا لإسرائيل عن ضرب العاصمة بيروت، فـ “اتفاق وقف إطلاق النار له ذيل والحكومة اللبنانية لا تعترف به، كلنا نعلم أن اتفاقاً تمّ بين الولايات المتحدة (الضامنة لهذا الاتفاق) وإسرائيل، منح الأخيرة حرية العمل في الأجواء اللبنانية وضرب أي هدف، وإسرائيل لم تتوقف عن ضرباتها واغتيالاتها وهي وصلت لشمسطار وإقليم التفاح وغيرها”. وتابع: “الوضع العام في المنطقة متأزّم جدا وهناك تهديدات أميركية جديّة للمنطقة برمّتها ومنها للبنان، بالمقابل نسمع حديثاً جديّاً بأوساط الحزب أنه في المرحلة الحالية لا يقبل التخلي عن سلاحه”.


وأشار الحلو أننا لسنا في منطق تهدئة أو تسوية، الحكومة تحاول احتواء الأزمة، وزير الخارجية يقوم بواجباته وهو تواصل مع أمين عام جامعة الدول العربية والدول الضامنة للاتفاق للضغط على إسرائيل، وفي الداخل تم طرح “سلاح الحزب” على طاولة مجلس الوزراء، وحتى اليوم لا بوادر واضحة حول كيفية حلّ هذه المسألة، هناك محاولات للتهدئة لكن النتيجة ضبابية جدا، وطالما أن الوضع في غزّة متأزم لا يمكن تأمين الاستقرار في المنطقة كلها”.


وختم والحلو واجبات السلطة حماية لبنان من كل هذه التداعيات وتطبيق القرارات الدولية 1680 و1701 و1559 “بدون أن ينعكس الأمر علينا في الداخل، بمعنى أن نطبق قرارات الأمم المتحدة دون أن نتسبّب بحرب أهلية في الداخل، وأن نقتنع أن الدفاع عن لبنان ليس فقط في السلاح والمدفعية والدبابة والصاروخ كما يقول الحزب، إنما أيضا بالدبلوماسية وعلاقات جيدة مع العالم العربي وكل من يستطيع الضغط على إسرائيل لإيقافها عند حدّها”.

البحث