العسل والسكر

ليست جميع أنواع السكريات متساوية، فبينما يلبي كل من العسل والسكر الأبيض الرغبة في تناول الحلويات، إلا أن العسل يتميز باحتوائه على عناصر غذائية وفوائد صحية محتملة، رغم احتوائه على سعرات حرارية مرتفعة.

العسل مقابل السكر: ما الفرق؟

عند التفكير في اختيار بين العسل والسكر، هناك فروقات أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار. فالعسل، بخلاف السكر الأبيض، يضم أكثر من 300 نوع تختلف حسب مصدر الرحيق والمنطقة الجغرافية، مما يؤثر على خصائصه الغذائية والصحية. لذا، قد يتوافق نوع معين من العسل مع أهدافك الصحية أكثر من غيره.

  1. صحة القلب: أيهما أفضل؟

تشير بعض الدراسات إلى أن العسل قد يُسهم في خفض مستويات الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار (LDL)، والدهون الثلاثية، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

لأفضل النتائج، يُنصح باستخدام عسل روبينيا أو البرسيم، حيث يدعمهما البحث العلمي بشكل أكبر في ما يخص صحة القلب.

  1. تأثيرهما على سكر الدم

يُصنف العسل ضمن الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي “المنخفض إلى المتوسط”، ما يعني أنه لا يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة مثل السكر الأبيض. ومع ذلك، يظل العسل من الكربوهيدرات، وبالتالي يؤثر على سكر الدم، وإن كان ذلك بدرجة أقل.

  1. القيمة الغذائية

العسل يُعد أغنى من السكر الأبيض من حيث العناصر الغذائية، ويُوفر:

فيتامينات: مثل فيتامين C وفيتامينات B.

معادن: منها المغنيسيوم، الفوسفور، الزنك.

مضادات أكسدة: خاصة في الأنواع الداكنة، والتي قد تُسهم في دعم صحة القلب وتأخير آثار الشيخوخة.

للحصول على أقصى فائدة غذائية، يُفضل اختيار العسل الخام غير المعالج، إذ يحتفظ بتركيبته الطبيعية من الفيتامينات والمعادن.

  1. فوائد إضافية للعسل
  • المساعدة على فقدان الوزن

بعض الدراسات تشير إلى أن استبدال السكر الأبيض بالعسل قد يساعد على إنقاص الوزن، سواء لدى مرضى السكري أو غيرهم، خصوصاً عند استخدام العسل الخام.

  • تعزيز التئام الجروح

يمتلك العسل خصائص مضادة للبكتيريا، وله استخدام تقليدي في علاج الجروح. يُعد عسل المانوكا من الأنواع الموصى بها لهذا الغرض، إذ يُعزز الشفاء، يمنع الالتهابات، وفعّال ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

  • تخفيف مضاعفات السرطان

أظهرت بعض الأدلة أن العسل قد يخفف من الأعراض الجانبية لعلاج السرطان مثل ألم الفم وفقدان الشهية. يُفضل في هذه الحالة استخدام عسل الغابة، الزعتر، البرسيم، أو شجرة الشاي، بينما يُستثنى عسل المانوكا من هذه الفائدة.

  • تقليل تأثير الكحول

في تجربة أُجريت على مجموعة من البالغين، ساعد عسل الحمضيات النيجيري في تسريع استقلاب الكحول، مما قلل من مدة التسمم.

  • علاج السعال عند الأطفال

تُظهر الدراسات أن أنواع العسل مثل الحنطة السوداء، الأوكالبتوس، الحمضيات، والعسل الإيراني، تُساعد في تهدئة السعال الليلي وتخفيف أعراض التهابات الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال.

هل يجب التقليل من تناول العسل أو السكر؟

الإجابة: نعم.

رغم أن العسل يُعتبر خياراً صحياً نسبياً مقارنة بالسكر الأبيض، إلا أن كلاهما يحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية، ويجب تناولهما باعتدال. إذ يرتبط الإفراط في استهلاك السكر بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل:

السمنة

داء السكري

أمراض القلب

ارتفاع الكوليسترول

تسوس الأسنان

اضطرابات النمو

وسرطان البنكرياس

تحذير مهم: لا يُنصح بإعطاء العسل للأطفال دون سن عام واحد، بسبب خطر الإصابة بالتسمم السُّجقي (botulism)، وهو مرض نادر ولكنه خطير.

الكمية الموصى بها يومياً

وفقاً لإرشادات الصحة العامة:

يُفضل ألا تتجاوز السكريات المضافة (بما في ذلك العسل) نسبة 5–10% من إجمالي السعرات اليومية.

الحد الأقصى اليومي من السكريات المضافة:

للنساء: أقل من 25 غراماً

للرجال: أقل من 36 غراماً

البحث