جراحة

ترتبط السمنة بمجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة كالربو، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري من النوع الثاني، وأنواع معينة من السرطان، وانقطاع التنفس أثناء النوم، مما يستدعي البحث عن حلول طبية للتخلص من الوزن الزائد.

لكن، ما هي الطريقة المثلى للتنحيف؟ هل هي الجيل الجديد من العلاجات الدوائية كحقن إنقاص الوزن الشهيرة مثل أوزمبيك وويغوفي، أم التدخل الجراحي؟

يقدم الدكتور جوناثان كارتر، أخصائي جراحة السمنة في جامعة كاليفورنيا والذي ساهم في أكثر من 3500 عملية جراحية لإنقاص الوزن، رؤية واضحة في هذا التقرير لـ “مديكال إكسبريس”.

تحديد الخيار الأمثل لإنقاص الوزن
يقول الدكتور كارتر: “نحن ننظر إلى السمنة بمنظور شامل. إذا كنت تحتاج إلى خسارة ما بين 10 إلى 20 رطلاً، فإن تعديل نمط الحياة هو الخيار الأفضل. أما إذا كانت حاجتك تتراوح بين 30 إلى 50 رطلاً وبدأت تظهر لديك أمراض التمثيل الغذائي مثل السكري، وانقطاع النفس النومي، وارتفاع ضغط الدم، فإن تغيير النظام الغذائي والتمارين الرياضية وحدهما قد لا يكفيان، وهنا يُنظر في استخدام حقن التنحيف”.

ويضيف: “تُعتبر الجراحة الخيار الأنسب للأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، أي أولئك الذين لديهم زيادة في الوزن تتراوح بين 100 و150 رطلاً (أكثر من 45 كيلوغرامًا). بالنسبة لهذه الفئة، لا تكون تعديلات نمط الحياة وأدوية إنقاص الوزن كافية”.

لماذا اللجوء إلى الجراحة في حالات السمنة المفرطة؟
يوضح الدكتور كارتر: “في حالات السمنة المفرطة، من غير المرجح أن تعيد الأدوية وتغييرات نمط الحياة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان إلى مستوياتها الطبيعية”.

ويشير إلى أن “الجراحة تمكن المرضى من فقدان ما بين 30% و35% من إجمالي وزن الجسم في السنة الأولى، مقارنة بنسبة 15% إلى 20% للأدوية”. كما يحصل المرضى الذين يخضعون لجراحة السمنة على فوائد صحية أكبر في وقت مبكر، حيث “يتحسن حوالي 50% إلى 60% من مرضى السكري الذين يخضعون لجراحة السمنة. وقد تتحسن أيضًا حالات مثل ارتفاع ضغط الدم، والربو، وأمراض الكبد، وانقطاع النفس النومي، وسلس البول، والتهاب المفاصل”.

كيف تعمل جراحة السمنة؟
يشرح الدكتور كارتر أن “معظم المرضى يخضعون لجراحة تكميم المعدة، حيث يُزال حوالي 80% من المعدة، ويبقى أنبوب رفيع على شكل موزة. هذا الإجراء يقلل من هرمونات الشهية ويسرع وصول الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات أخرى تعزز الشعور بالشبع”.

ويتابع: “يختار بعض المرضى جراحة تحويل مسار المعدة، حيث يُصنع جيب صغير من أعلى المعدة ويوصل بجزء من الأمعاء الدقيقة”. وعلى الرغم من أن جراحة تحويل مسار المعدة قد تؤدي إلى فقدان وزن أكبر قليلاً، إلا أن الفروقات تكون ضئيلة على المدى الطويل. ويضيف الدكتور كارتر: “تُعتبر جراحة تحويل مسار المعدة أكثر خطورة، ولكن قد يُنصح بها للمرضى الذين يعانون من حرقة شديدة في المعدة، لأن التكميم قد يزيد من حرقة المعدة في حوالي ثلث الحالات”.

البحث