بدأ قسم تحليل الأداء في نادي رد بول سالزبورغ النمساوي استعداداته المبكرة لمنافسات كأس العالم للأندية، إلا أنّ تغييرات مفاجئة طرأت على منافسيه الثلاثة في المجموعة الثامنة، إذ استبدلت كل من أنديتهم المدربين قبل انطلاق البطولة، ما أضفى مزيداً من الغموض على تحضيرات الفريق، وفقاً لما أكّده المدرب توماس ليتش.
وقد تأهل سالزبورغ إلى النسخة الموسعة من البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة، ممثلاً القارة الأوروبية استناداً إلى تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، ضمن مجموعة تضم ريال مدريد الإسباني، الهلال السعودي، وباتشوكا المكسيكي.
وعن استعدادات فريقه، أوضح ليتش في حديث لوكالة “رويترز”: «اضطررنا لإلغاء الكثير من الخطط التحليلية التي أعددناها مسبقاً، بسبب تغيّر الأجهزة الفنية في الفرق المنافسة، وهذا شكّل تحدياً فعلياً لقسم تحليل الأداء لدينا». وأضاف: «حتى مع ريال مدريد، بقيادة تشابي ألونسو، هناك الكثير مما لا نعرفه. أنا متشوق لاختبار مواجهة فرق من السعودية والمكسيك، لأننا لم نلتقِ بها من قبل».
وكانت الأندية الثلاثة قد دخلت البطولة بمدربين جدد: ريال مدريد سلّم زمام القيادة لتشابي ألونسو خلفاً لأنشيلوتي، والهلال عيّن سيموني إنزاغي بعد فترتين قاده فيهما خيسوس ثم الشلهوب مؤقتاً، في حين تعاقد باتشوكا مع خايمي لوزانو بعد أربع سنوات قضاها جيليرمو ألمادا مع الفريق.
وأشار ليتش، الذي سبق له مواجهة ألونسو ثلاث مرات خلال تدريبه في البوندسليغا، إلى أن تلك التجارب السابقة “لا تحمل أهمية كبرى” في السياق الحالي، معرباً عن تطلعه لخوض تحديات البطولة الجديدة.
ويبدأ سالزبورغ مشواره في البطولة بمواجهة باتشوكا في 18 يونيو (حزيران)، بعد أقل من شهر على نهاية موسمه المحلي في 24 مايو (أيار)، ما جعله يخوض فترة تحضير قصيرة نسبياً. وقال ليتش: «العودة جاءت سريعة جداً، كما لو أننا في استراحة دولية مطوّلة. لكن الحماسة كانت عالية من الجميع».
وقد شهد الفريق تغييرات كبيرة على تشكيلته خلال هذه الفترة القصيرة، حيث انضم إليه أربعة لاعبين جدد إلى جانب بعض العناصر الشابة من الأكاديمية، ما اعتبره المدرب بداية جديدة «واعدة» للموسم.
وسمحت قواعد الاتحاد الأوروبي بمشاركة سالزبورغ في البطولة بفضل اقتصار تمثيل الدول على فريقين فقط، وهو ما حال دون تأهل ليفربول رغم ترتيبه العالي، وفتح المجال أمام بطل النمسا للمشاركة بصفته الفريق الثامن عشر أوروبياً في التصنيف.
وحول طموحاته، قال ليتش: «في ظل هذه المعطيات، من الصعب وضع أهداف دقيقة. لكننا بالتأكيد نسعى للظهور بأفضل مستوى ممكن، كي يُقال إن سالزبورغ يستحق هذه الفرصة».
ويشتهر رد بول سالزبورغ بكونه منصة لتطوير المواهب الشابة وبيعها إلى كبرى أندية أوروبا، إذ كانت بدايات نجوم مثل إرلينغ هالاند، كريم أديمي، ودومينيك سوبوسلاي من خلاله. وختم ليتش قائلاً: «نحن ملتزمون بإظهار هذه الهوية في كأس العالم للأندية، لكن بحذر وتوازن… لا نريد الدفع بالشباب بشكل عشوائي».