أعلنت واشنطن أن شحنة القمح التي تم تحميلها على سفينة متجهة إلى جنوب اليمن “لن تضيع”، وذلك في الوقت الذي تُجري فيه إدارة ترامب تخفيضات كبيرة على تمويل المساعدات الإنسانية.
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان لشبكة “CNN” يوم الخميس الماضي أن “شحنة القمح لن تُهدر”، مضيفًا: “نحن نبحث بجدية في الخيارات المتاحة، ولن نسمح بإهدار الطعام”. جاء هذا التصريح ردًا على تقرير من “CNN” أفاد بأن التخفيضات الأخيرة في تمويل المساعدات الإنسانية قد تؤدي إلى فساد القمح أو سرقته عند وصوله إلى ميناء عدن.
وقال المتحدث أيضًا: “إعادة توجيه الشحنات الإنسانية هو أمر شائع وقد حدث من قبل مع شحنات أميركية إلى اليمن”. وذكر أن السفينة التي تحمل القمح قد غادرت ولاية أوريغون في بداية إبريل، ومن المتوقع أن تصل إلى جنوب اليمن في منتصف مايو، حسبما أفادت “CNN” سابقًا.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السفينة ستغير مسارها أثناء الرحلة وتتوجه إلى وجهة جديدة، أو إذا كان القمح سيُفرغ في جنوب اليمن ثم يُرسل إلى دولة أخرى في حاجة إليه. كما لم تُوضح وزارة الخارجية الأميركية ما إذا كان هناك تمويل مخصص لضمان وصول القمح إلى المتضررين، حيث أن عقود الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، بما في ذلك تلك المتعلقة باليمن، قد تم تعليقها.
وقد أفادت مصادر لـ”CN” أنه بسبب ذلك، لن يتمكن برنامج الأغذية العالمي من التعامل مع القمح فور وصوله إلى اليمن الشهر المقبل. كما أشارت المصادر إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية لم يتواصلوا مع برنامج الأغذية العالمي لمناقشة مصير السفينة المتوجهة إلى اليمن.
رفضت وزارة الخارجية التعليق على هذه التفاصيل، بينما لم يرد برنامج الأغذية العالمي على طلب التعليق. وفقًا لمصدر مطلع، قد يتم أحيانًا تغيير وجهة السفن التي تحمل مساعدات إنسانية، إلا أن هذا ليس أمرًا شائعًا، حيث يتم ذلك فقط في حالات الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية أو إذا كانت الظروف في الوجهة الأصلية تجعل عملية تفريغ المساعدات صعبة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن تغيير المسار قد يؤدي إلى تكاليف إضافية، لكنه لم يوضح من أين ستأتي الأموال لتغطية هذه التكاليف.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن نصف سكان اليمن البالغ عددهم 17 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وذلك بعد سنوات من الحرب الأهلية التي دمرت البلاد منذ 2014. كما أن التخفيضات الكبيرة في تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأشهر الأخيرة قد ألحق ضررًا كبيرًا بنظام المساعدات الإنسانية العالمي، حيث تم إلغاء عقود العديد من الشركات والمنظمات أو تلقيها مدفوعات جزئية أو متأخرة.
وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الكبار في إدارة ترامب في البداية على أن برامج المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لن تُلغى، إلا أن قرار إيقاف تمويل الوكالة الأمريكية للمساعدات الغذائية الطارئة في وقت سابق من هذا الشهر فاجأ العاملين في هذا المجال. وفي وقت لاحق، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن قرار الإدارة بوقف التمويل يعود جزئياً إلى “القلق من أن الأموال قد تصل إلى الجماعات الإرهابية، بما في ذلك الحوثيون”.