السكر

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بين خبراء التغذية والباحثين بأهمية التوعية بمخاطر الإفراط في استهلاك السكر، نظراً لتأثيراته الكبيرة على صحة الإنسان.

وقد كشفت العديد من الدراسات أن الامتناع عن تناول السكر يمكن أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في عدد من المؤشرات الصحية، مثل زيادة الطاقة، تحسين نوعية النوم، وتحسّن صحة البشرة.

ورغم أن فكرة الابتعاد عن السكر تبدو بسيطة – كأن نتجنب الحلويات والمشروبات الغازية – إلا أن الواقع أكثر تعقيداً. فالسكر يتواجد في أطعمة كثيرة لا نتوقعها، مثل ألواح البروتين، والصلصات، وحتى التتبيلات، كما أنه يُدرج تحت أسماء متعددة يصعب التعرف عليها بسهولة.

وفي هذا السياق، تقول أخصائية التغذية بروك ألبرت، المشاركة في تأليف كتاب “التخلص من سموم السكر”، إن الإقلاع عن السكر يشبه إلى حد كبير الإقلاع عن الإدمان، مضيفة: “كلما تناولنا السكر، زاد احتياجنا له. والتخلص منه يتطلب إرادة حقيقية وانضباطاً”.

فماذا يحدث إذا قررت التخلي عن السكر لمدة 30 يوماً؟

– الأسبوع الأول: أعراض الانسحاب

البداية غالباً ما تكون الأصعب. فقد يشعر الجسم بتراجع في الحالة العامة بسبب توقفه عن الاعتماد على السكر كمصدر سريع للطاقة.
الأعراض الشائعة تشمل: الصداع، الإرهاق، تقلبات المزاج، الرغبة الشديدة في تناول السكريات، وصعوبة في التركيز.
توضح ألبرت: “قد يشعر البعض بتشوش ذهني وانزعاج عام، لكن هذه الأعراض غالباً ما تختفي بعد أيام قليلة”.

– مستويات طاقة أكثر توازناً

بعد تجاوز مرحلة الانسحاب، يبدأ الجسم في إدارة طاقته بشكل أكثر كفاءة. سيختفي الشعور بالهبوط المفاجئ للطاقة، ولن تحتاج إلى سناك سكري للبقاء نشيطاً. ستشعر بطاقة متزنة تدوم لفترات أطول خلال اليوم.

– نوم أعمق وأفضل

يؤثر السكر – وخاصة عند تناوله في المساء – على جودة النوم من خلال تعطيل إفراز هرمون النوم “الميلاتونين”.
ومع التوقف عن تناوله، تصبح دورة النوم أكثر انتظاماً، ويصبح النوم أسهل وأعمق، والاستيقاظ أكثر انتعاشاً.

– بشرة أكثر صفاءً

السكر يسبب التهابات قد تؤدي إلى مشاكل جلدية مثل حب الشباب وظهور التجاعيد مبكراً.
وبعد الانقطاع عنه، قد تظهر بعض الحبوب في البداية، لكنها سرعان ما تختفي، وتصبح البشرة أكثر نضارة وتناسقاً في اللون.

– خسارة وزن، خاصة من منطقة البطن

التقليل من السكر يؤدي إلى خفض السعرات الحرارية وتقليل إفراز الإنسولين، ما يساعد في التخلص من الدهون المتراكمة في البطن، والتي تُعد من أخطر أنواع الدهون.

– تغيّر في حاسة التذوق

مع مرور الوقت، تبدأ براعم التذوق في التكيّف مع غياب السكر المكرر، وتصبح أكثر حساسية للطعم الحلو الطبيعي.
بحلول الأسبوع الثالث أو الرابع، ستبدو لك الفواكه أكثر حلاوة، بل حتى بعض الخضروات ستظهر بطعم مختلف.
تقول ألبرت مازحة: “سيصبح طعم التفاح أشبه بالحلوى، والبصل سيكون حلواً، وحتى اللوز!”

– كيف تقلل من السكر بذكاء؟

ابدأ بتعلم قراءة الملصقات الغذائية جيداً، وابحث عن كلمات مثل: سكروز، فركتوز، غلوكوز، مالتوز، دكستروز، وشراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS).
قاعدة بسيطة: أي كلمة تنتهي بـ “-ose” هي على الأرجح نوع من أنواع السكر.

البحث