أعلنت شركة ميتا يوم الأربعاء عن إطلاق نموذج جديد ومتقدم للذكاء الاصطناعي يُعرف بـ V-JEPA 2، والذي يتمتع بقدرة متطورة على فهم البيئة ثلاثية الأبعاد وحركات الأجسام المادية بدقة أعلى.
يُعد النموذج الجديد مفتوح المصدر، ويُتيح للذكاء الاصطناعي استيعاب العالم المادي والتنبؤ به والتخطيط بناءً على ذلك. وقالت ميتا، المالكة لتطبيقات “فيسبوك” و”إنستغرام”، إن هذا النموذج يعكس فكرة “نماذج العالم” التي تعتمد على منطق البيئة المادية لإنشاء محاكاة داخلية للواقع. هذا يمكن الذكاء الاصطناعي من اتخاذ قرارات والتخطيط بطريقة تشبه الإنسان.
مثال على قدرات النموذج الجديد هو أنه يمكنه إدراك أن الكرة التي تتدحرج من الطاولة ستسقط، أو أن جسمًا كان مخفيًا في الواقع لم يختف فعليًا.
الذكاء الاصطناعي يمثل محورًا رئيسيًا لاستراتيجيات مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، في ظل المنافسة الشرسة مع شركات كبرى مثل “OpenAI”، “مايكروسوفت”، و”غوغل”. وفي إطار استثماراتها في هذا المجال، كانت ميتا قد أعلنت عن نيتها استثمار 14 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي Scale AI، وتعزيز استراتيجيتها في هذا القطاع.
مزايا V-JEPA 2 تشمل التطبيقات العملية في المجالات مثل روبوتات التوصيل والسيارات ذاتية القيادة، حيث يتطلب الأمر فهمًا دقيقًا لحركات البيئة المحيطة للتنقل بأمان. بدلاً من الاعتماد على كميات ضخمة من البيانات المصنفة، يعتمد النموذج على مساحة “كامنة” مبسطة لفهم حركة وتفاعل الأشياء.
ويُعَد هذا التوجه في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي اهتمامًا متزايدًا في مجتمع البحث العلمي، خاصةً مع سعي الباحثين إلى تجاوز نماذج اللغة الكبيرة مثل شات جي بي تي من “OpenAI” وجيميني من “غوغل”.
تسعى العديد من الشركات إلى تطوير نماذج مشابهة، مثل وحدة “ديب مايند” التابعة لغوغل التي تطور نموذجًا خاصًا يسمى “جيني” لمحاكاة الألعاب والبيئات ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي.