هبة نور

في لقاء صريح ضمن بودكاست “عند سؤال” عبر فضائية “المشهد”، أدلت الفنانة السورية هبة نور بالعديد من التصريحات المهمة، كان جزء كبير منها مخصصًا للحديث عن أزمة مفصلية مرت بها مؤخرًا، والتي فضلت عدم الإفصاح عن تفاصيلها الدقيقة.

بالحديث عن الزواج، رفضت نور الكشف عن عدد زيجاتها، لكنها لم تنكر وجود تجارب فاشلة في حياتها، مشيرة إلى أن السبب قد يكون منها أحيانًا، وأنها شخص معطاء بطبعه، لكن هذه الصفة فُهمت خطأ وفسرها البعض كضعف. أكدت أنها رغم تفضيلها لذاتها في كثير من المواقف، إلا أنها في أوقات كثيرة كانت تعطي أكثر مما ينبغي لأشخاص لا يستحقون. رغم ذلك، قالت هبة إنها لم تندم على ما فعلت، وتفتخر بكونها لا تزال تتمتع بإنسانيتها في وقت قلت فيه الإنسانية من حولنا. لكنها علقت بأنه يجب أن تتعلم من تجاربها، وأن تعطي لذاتها وتحبها أولًا، ثم تفكر في الآخر.

كشفت هبة نور عن أزمة وصفتها بـ”أزمة حقيقية هزت كيانها”، مؤكدة أنها خرجت منها أقوى. وصفتها بأنها اللحظة التي جعلتها تشعر بأنها لا تستحق ما حصل، وأنها تلقت ضربة قاسية من رب العالمين، رغم أنها لا تعرف ما الخطأ الذي ارتكبته. وقع هذه الأزمة كان مدويًا، واستغرق الأمر وقتًا طويلًا لاستيعابها. أكدت هبة أنها لم تسمح لتلك المحنة أن تنهيها، وكانت تحدث نفسها دومًا بأنها أكبر من أي خطأ، وأقوى من أي لحظة ضعف. أشارت نور إلى الدعم الذي تلقته في خضم أزمتها الأخيرة من المحيطين بها، وخاصة زملائها في الوسط الفني، مثل باسم ياخور، سلافة معمار، قصي خولي، نظلي الرواس، هيا مرعشلي، وجيني إسبر، الذين وقفوا معها.

اعترفت هبة بندمها على أمر واحد فقط وهو أنها في فترة من حياتها نسيت نفسها، حيث أعطت كثيرًا للناس وفضلتهم على ذاتها، مما جعلها تشعر بأنها خانت الروح التي وهبها الله لها. وتصف هذه المرحلة بأنها كانت نوعًا من “العقوبة الإلهية”، ليس كعقاب بقدر ما هو درس لحب الذات. عادت نور لتتحدث عن أصعب لحظة في حياتها، وهي أول ظهور علني لها بعد الأزمة، حيث كانت خجولة من ذاتها، وهي التي اعتادت منذ صغرها أن تمشي مرفوعة الرأس، واثقة، محبة لذاتها، حيث تقول: “أول مرة بحياتي حسيت بالخجل من نفسي، حسيت إني منكسرة، بس قمت”. وتشير إلى أنها رغم الانكسار، وقفت، بدعم من الناس الذين يحبونها حقًا، حيث تعلمت أن تأخذ الحب فقط من الناس، وأصبحت تمتلك القدرة على تجاهل أي شخص يحمل طاقة سلبية.

أشارت نور إلى أن الخوف من المستقبل بدأ يتسلل إليها، ووصل بها التفكير في بعض اللحظات إلى حد الإحساس بأن لا غد، أو حتى أن الموت قريب، موضحة أن من أصعب التجارب التي مرت بها كانت خذلان الأشخاص المقربين منها، سواء أكانوا من أصدقاء أم شريك عاطفي. وصفت هبة تلك المرحلة بأنها كانت تعطي من قلبها ووقتها وطاقتها لأشخاص لم يستحقوا، وكانت تظن أنهم سند لا يمكن أن يتخلوا عنها، لكنها اكتشفت أنهم لم يكونوا كما تصورت. وأدركت لاحقًا أن الإنسان لا يجب أن ينسى نفسه أثناء بحثه عن الأمان في الآخرين، لأن القوة الحقيقية تأتي من الداخل.

تحدثت هبة عن الجراح التي تسببت بها أحكام الناس القاسية، خصوصًا أولئك الذين لا يعرفونها شخصيًا. وقالت إن الأمر كان موجعًا في البداية، لكنه لم يعد يجرحها اليوم. وجهت رسالة مؤثرة للجمهور الذي لم يتعاطف معها، داعية إلى “التحلي بالرحمة والإنسانية”، و”عدم إطلاق الأحكام المؤذية على الآخرين” لمجرد مرورهم بأزمات. واستنكرت هبة نور تعليقات مثل “أنت بشع”، و”إن شاء الله تموت”، مؤكدة أن هذه الأقوال تعكس نفسيات مريضة ومجتمع يفتقر إلى الإنسانية. عند سؤالها إن كانت تعتذر للناس الذين راهنوا عليها وخذلتهم، أجابت بصراحة: “لا أعتذر لأحد”، قائلة إن الاعتذار لا يكون إلا عندما يخطئ الإنسان بحق الآخر، وهي لم تخطئ بحق أحد بشكل مباشر، بل مرت بظروف خارجة عن إرادتها. وأكدت أنها إن أخطأت بحق شخص ما وجهًا لوجه، فإنها لا تتردد في الاعتذار، لكن في حالتها، ما حدث لم يكن ذنبها. فيما أكدت أنها تعتذر فقط من نفسها، و”من هبة التي تعرضت للخذلان وانكسرت ولم تحب نفسها كما يجب”. أكدت هبة أنها تتقبل النقد البناء بكل رحابة صدر، بل وتستفيد منه، لكنها ترفض تمامًا التجريح والتكسير. وأضافت: “صار هدف الناس اليوم إنهم يدمروا بعض، ليه ما عدنا نحب بعض؟”.

وعند سؤالها عن الزواج أجابت بأنه ليس نتيجة حتمية للحب، بل هو نصيب، معتبرة أنه “قد يعجبك شخص، وتبدأ علاقة حب، ولكن النهاية تعتمد على القسمة والنصيب، وليس فقط على المشاعر”. وأجابت عند سؤالها عن الرجل المثالي، بأنها تبحث عن “رجل بكل معنى الكلمة”، وأن يكون مسؤولًا، محبًا، معطاءً، وكريمًا. ورغم كل الخيبات، تؤكد هبة نور أنها لا تزال تبحث عن الحب الحقيقي والاستقرار، ولا تزال تتمنى أن تبني عائلة وتكون أمًا. لكنها في الوقت نفسه، لا تقبل بالزواج لمجرد الزواج، وتريد رجلًا يناسبها فكريًا وعاطفيًا، ويمنحها شعورًا بالأمان على جميع المستويات. فيما تطرقت إلى فكرة أن بعض الناس يرون أن المرأة الجميلة متطلبة، لكن هبة تدافع عن فكرة أن المرأة من حقها أن تطلب شريكًا يوفر لها السند المادي والعاطفي.

تطرقت نور بالحوار أيضًا إلى ما أثير سابقًا عن خلاف بينها وبين الفنانة نسرين طافش أثناء تصوير مسلسل “جوقة عزيزة”، حيث نفت هبة وجود أي خلاف حقيقي، مؤكدة أن ما حدث ربما كان مجرد سوء تفاهم تم تضخيمه بسبب النقل والتأويل. وأكدت أنها تحب الجميع، ولا يوجد أي مشكلة لها مع أي شخص، وما حدث كان “مجرد سوء تفاهم”، ولكن من ينقلون الكلام هم من يزيدون المشكلة. وأضافت أن العلاقة بينها وبين نسرين طيبة، ولا تمانع العمل معها مجددًا إن توفرت الأجواء المناسبة. فيما انتقدت الفنانة السورية طريقة عرض المسلسلات على المنصات، معتبرة أن الأعمال التي لا تعرض على منصات مشهورة تُظلم؛ لأن شريحة كبيرة من الجمهور لا تراها، مضيفة أن هذا السبب ساهم في غيابها هذا العام عن الساحة الفنية، مشيرة إلى أنها كانت بحاجة إلى فترة راحة نفسية، ولم تتلق عرضًا يرضي طموحها المهني، وقالت إنها لم يعد بإمكانها قبول أي دور، وذلك لأنها تسعى إلى تطوير اسمها. اعترفت هبة بأنها لم تصل بعد إلى النجومية التي تطمح إليها، رغم الأعمال العديدة التي شاركت فيها. وبينت أن حلمها هو الحصول على دور نوعي يحقق لها قفزة فنية. وأكدت أنها مستعدة للانتظار حتى تجد هذا الورق المناسب بقيمة الدور وليس بمساحته.

البحث