في الثاني من يوليو كل عام، يحتفل العالم – وإن بشكل غير رسمي – بـ”اليوم العالمي للأجسام الطائرة المجهولة”، مناسبة يجتمع فيها المؤمنون بوجود كائنات عاقلة من خارج الأرض، يتبادلون خلالها القصص، والشهادات، و”الأدلة” حول ما يعتبرونه دليلاً على وجود حياة خارج كوكبنا.
ورغم أن العلماء والباحثين غالباً ما يفسرون هذه الظاهرة بأنها مجرد أوهام بصرية أو انعكاسات طبيعية غامضة، إلا أن هناك العديد من الوقائع، بعضها موثق رسمياً، لا تزال توصف بـ”المجهولة” وغير قابلة للتفسير وفقاً للمعطيات الأرضية.
من نورمبرغ إلى روزويل: وقائع دون تفسير
إحدى أقدم الحوادث الموثقة تعود إلى 14 أبريل 1561 في مدينة نورمبرغ الألمانية، حيث أفاد شهود عيان بمشاهدة كرات حمراء وأسطوانات في السماء دخلت في “قتال جوي” استمر ساعة كاملة، بحسب ما وثّقته نشرة إخبارية تعود للفنان هانز غلاسر. تضمنت الشهادات أيضاً رؤية أشعة قرمزية وهلالين عملاقين، وأجساماً تصدر كرات مضيئة.
وفي القرن العشرين، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، أفاد طيارو الحلفاء برؤية أجسام متوهجة طارت قرب طائراتهم دون أن تُظهر عدائية. المشاهدات تكررت لاحقاً في حرب فيتنام.
أما المصطلح الشهير “أطباق طائرة” فقد وُلد بعد حادثة شهيرة وقعت في 24 يونيو 1947، حين رأى الطيار الأمريكي كينيث أرنولد أجساماً غريبة أثناء تحليقه فوق ولاية أوريغون، فوصفها بأنها “تشبه الأطباق الطائرة”، ليدخل المصطلح القاموس الشعبي العالمي.
غير أن أبرز واقعة دفعت لتخصيص هذا اليوم، فهي حادثة “روزويل” في نيو مكسيكو مساء 2 يوليو 1947، حين أُعلن بداية عن العثور على حطام “صحن طائر”، قبل أن يتراجع الجيش الأمريكي بعد يوم واحد ويؤكد أنه مجرد منطاد للطقس، وهو ما أشعل نظريات المؤامرة حتى اليوم.
تأكيدات ضمنية… لكن بدون يقين
في عام 2021، صدر تقرير رسمي أمريكي بعنوان “تقييم أولي: ظواهر جوية مجهولة الهوية”، أشار إلى وجود 18 حالة (من أصل 144 بلّغ عنها بين 2004 و2021) أظهرت “تكنولوجيا متقدمة”، مثل التسارع الفوري، والتخفي، والانتقال بين الهواء والماء، وهو ما لم تستطع التكنولوجيا البشرية تفسيره أو مضاهاته.
ورغم أن “الخبر اليقين” لم يظهر بعد، لا يزال البعض يكرّس حياته لإثبات أن هناك من يراقبنا من بعيد، ربما فقط في انتظار اللحظة المناسبة للظهور.
ومن يدري؟ ربما في يوم ما، يهبط صحن طائر وسط أحد الميادين، ويخرج منه كائن غريب يقول:
“مرحباً أيها البشر… عذراً على التأخير، كنا نراقبكم منذ قرون!”