سواءً كنت تسترخي في المنزل، أو منشغلاً بأعمالك، أو تفرّغت لممارسة رياضتك المفضّلة، فإن رقبتك تتحمّل الكثير من الحركات في يومك العادي.
فالرقبة، التي تشكّل الجزء الأكثر مرونة في العمود الفقري، تضمّ عضلات وعظاماً ومفاصل وأوتاراً وأعصاباً في مساحة لا تتعدّى حوالي 12 سنتيمتراً. وهي قوية بما يكفي لتثبيت رأسك، الذي يزن حوالي 5.5 كيلوجرامات، وربط الحبل الشوكي وبقية الجهاز العصبي بالجسم بأمان.
العمود الفقري العنقي وما يحيط به
بسبب تعقيد مكوّنات الرقبة وحركة العظام والمفاصل فيها، بالإضافة إلى انخراطها الدائم في أنشطة الحياة، فإنها عرضة للإصابات والأمراض المزمنة التي قد تجعل أدنى حركة مؤلمة عاجلاً أم آجلاً.
وفقاً لدراسة “العبء العالمي والإقليمي والوطني لآلام الرقبة” المنشورة في Global Spine Journal بتاريخ 20 يونيو 2025، يُقدّر أن بين 60 و 80% من الناس سيعانون من آلام الرقبة خلال حياتهم. كما تتراوح نسبة المعاناة السنوية من 10.4 إلى 21.3%. إضافة إلى ذلك، يعاني نحو نصف الأشخاص من آلام رقبة متكررة، مما يُشكّل عبئًا صحيًا كبيرًا.
من منظور أطباء مايو كلينك، فإن الوضعيات غير الصحيحة، كالإِنحناء أمام الحاسوب أو الميل على طاولة العمل، تُجهد عضلات الرقبة. كما يُعد التهاب المفاصل العظمي أحد الأسباب الشائعة لألم الرقبة. في بعض الحالات النادرة، قد يكون ألم الرقبة عرضاً لحالة خطيرة، وهو ما يستدعي مراجعة الطبيب إذا صاحب الألم:
خدر أو ضعف في الذراع أو اليد
امتداده إلى الكتف أو أسفل الذراع
صداع مصحوب بألم الرقبة
الأسباب اليومية لآلام الرقبة
إليك 7 أسباب شائعة لآلام الرقبة مرتبطة بالسلوكيات والعادات اليومية:
الإجهاد العضلي
الجلوس لفترات طويلة أو السفر المستمر أو العمل على الحاسوب قد يؤدي إلى إجهاد العضلات. وضعية النظر المستمر إلى الأسفل تُجهد العضلات بمرور الوقت وتُضعفها.
القراءة أو استخدام الهاتف في السرير
الانحناء لقراءة الهاتف أو الكتاب أثناء الاستلقاء يضغط على الرقبة. الأفضل هو دعم الظهر والرقبة بوضع مريح، ورفع الهاتف لمستوى العين.
النوم في وضعية خاطئة
استخدام وسادة غير مناسبة أو النوم على البطن قد يضعف استقامة الرقبة. يُفضل استخدام وسادة تدعم الرقبة وتبقي الرأس محاذياً للجسم.
وضعية الجسم السيئة
كثير من آلام الرقبة تنشأ من أنماط الجلوس أو الوقوف الخاطئة. يجب أن تكون الأذنان فوق الكتفين مباشرة، والكتفان في خط مستقيم مع الوركين.
حمل حقائب ثقيلة على كتف واحد
يُسبب توزيعاً غير متوازن للوزن يُجهد عضلات الرقبة والكتف وأعلى الظهر.
قلة النشاط والحركة
إن الجمود لمدة طويلة يضعف العضلات الداعمة. ممارسة التمارين الهوائية وتمارين المرونة تساعد في تجديد الدورة الدموية ودعم الرقبة.
الأسباب المرضية أو التغيّرات الهيكلية
مع التقدم في العمر قد تتكوّن نتوءات عظمية أو تنفتقات في الأقراص الفقرية تؤثر على الأعصاب. كما أن الإصابات المفاجئة أو أمراض مثل التهاب المفاصل أو السرطان قد تكون سببًا.
متى يجب التوجّه إلى الطبيب فورًا؟
استشر الطبيب إذا كان ألم الرقبة:
شديدًا ولا يخفّ مع الزمن
مصحوبًا بتنميل أو ضعف في الذراع أو اليد
نتيجة إصابة أو حادث
مصحوبًا بصداع شديد أو انتشاره إلى الأطراف
نصائح للحماية والوقاية
راقب وضعية الجسم أثناء الجلوس والوقوف
رتّب سطح العمل بحيث تكون الشاشة في مستوى العين
استخدم كرسيًا يدعم الذراعين والظهر
احرص على تغيير وضعك وحركتك باستمرار خلال العمل
استعمل وسادة تدعم الرقبة بشكل طبيعي
قُم بتمارين الإطالة وتقوية عضلات الجذع والرقبة