تعبيرية

تمكنت أداة الذكاء الاصطناعي “فايس ايدج” (FaceAge) من تحديد العمر البيولوجي للأفراد بناءً على صورة واحدة، ما يفتح آفاقًا جديدة في استخدام التكنولوجيا لتحديد قدرة المرضى على تحمل العلاجات. الفكرة الرئيسية وراء الأداة هي أن العمر البيولوجي لا يتطابق بالضرورة مع العمر الزمني، بل يعكس الحالة الفعلية للجسم والخلايا.

كيف تعمل الأداة؟

تم تدريب “فايس ايدج” باستخدام عشرات الآلاف من الصور وبيانات من أشخاص بالغين يتمتعون بصحة جيدة. من خلال تحليل التغيرات الدقيقة في عضلات الوجه، تمكنت الأداة من تحديد الفروق بين الأشخاص الأصحاء ومرضى السرطان. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن مرضى السرطان يظهرون بسن أكبر بحوالي 5 سنوات مقارنة بالأشخاص الأصحاء عندما يتم قياس العمر البيولوجي.

تطبيقات الأداة في الطب

تم استخدام الأداة في دراسة أجرتها مستشفى “ماساتشوستس جنرال بريغهام” بالتعاون مع جامعة هارفارد. ومن خلال تحديد العمر البيولوجي للمريض، يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات دقيقة بشأن العلاج المناسب. على سبيل المثال، إذا كان أحد المرضى أكبر بيولوجيًا من الآخر، فقد يختلف العلاج المناسب لكل منهما. هذه الأداة تتيح للطبيب معرفة ما إذا كان العلاج القوي مثل الإشعاع أو الجراحة يناسب المريض، أو إذا كان يجب اختيار علاج أقل حدّة.

دقة التنبؤ

اختُبرت الأداة على 6,196 مريضًا بالسرطان، وظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من أورام خبيثة كانوا يظهرون أكبر سناً من أعمارهم الزمنية، مما يساعد في تحديد فرص البقاء على قيد الحياة بعد العلاج.

التحديات الأخلاقية والانتقادات

رغم الفوائد التي تقدمها هذه الأداة، إلا أن هناك بعض المخاوف المتعلقة بالأخلاقيات، مثل استخدامها في مجالات غير طبية مثل شركات التأمين أو أصحاب العمل، حيث يمكن أن يتم استخدامها لتقييم المخاطر بشكل غير عادل. وقد أشار بعض الخبراء إلى ضرورة ضمان استخدام هذه التقنيات فقط لخدمة مصلحة المريض.

على الرغم من هذه المخاوف، يظل “فايس ايدج” أداة واعدة في مجال الطب الحديث، حيث توفر بيانات دقيقة لمساعدة الأطباء في اختيار العلاجات الأمثل بناءً على الحالة البيولوجية للمريض، مما يعزز من كفاءة العلاج ويحسن من فرص التعافي.

البحث