كارولين ليفيت

في مشهد غير مألوف داخل قاعة الإيجاز الصحفي في البيت الأبيض، وجدت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، نفسها محاصرة بأسئلة مباشرة ومحرجة من مجموعة من الأطفال، خلال فعالية “يوم اصطحاب الأبناء والبنات إلى العمل”، التي خُصص لها مؤتمر صحفي خاص.

ومن بين الأسئلة التي أثارت ضجة في القاعة، ما طرحه أحد الأطفال قائلاً: “كم عدد الأشخاص الذين أقالهم ترامب؟”، لترد ليفيت مبتسمة: “حتى الآن، لم يُقَل أحد فعلياً، باستثناء شخص واحد غادر منصبه”، في إشارة شبه مؤكدة إلى مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، الذي استقال على خلفية فضيحة تتعلق بتطبيق “سيغنال”. إلا أن ليفيت تجاهلت الإقالات الكثيرة التي شهدتها إدارة ترامب السابقة، بما في ذلك أكثر من 20 عضواً في مجلس الأمن القومي.

حضور عائلي وأسئلة مفخخة

أحضرت ليفيت نجلها “نيكو” معها، وخصّت والدتها بالشكر لرعايتها له. كما شوهد عدد من موظفي البيت الأبيض برفقة أطفالهم، من بينهم أليكس فايفر، هاريسون فيلدز، وكايلن دور.

وخلال الفعالية، طرح الأطفال طيفاً واسعاً من الأسئلة، بدا أن بعضها جاء بإيعاز من أولياء أمورهم، خاصة أن بعضهم ارتدى قبعات بشعار حملة ترامب “خليج أميركا”. كما اضطر بعض الصحفيين للوقوف جانباً بعد التذكير بأن المقاعد مخصصة للأطفال فقط.

أسئلة جريئة وإجابات دبلوماسية

عندما سألت إحدى الفتيات عن تقييم ليفيت للوضع على الحدود، أجابت ضاحكة: “أعتقد أن والدك يعمل في مجلس الأمن الداخلي”، في إشارة إلى معرفة مسبقة ببعض العائلات الحاضرة.

في سؤال آخر محرج، استفسر أحد الأطفال عن الوسيلة الإعلامية الأقل تفضيلاً لدى ليفيت، لترد بمزاح: “أظن أنك ابن أحد الموظفين، لا صحفي”، ثم أضافت: “بصراحة، هذا يعتمد على اليوم”.

أما عن طعام الرئيس ترامب المفضل، فكان الجواب: “شرائح لحم كبيرة وجميلة”، وفق تعبيرها، ما يعكس نبرة ترامب المعتادة.

الطفلة نورا سبايرينغ (11 عامًا) طرحت سؤالاً ذكياً: “من هو الرئيس المفضل لدى ترامب باستثناء نفسه؟”، فردّت ليفيت مازحة: “ربما سيكون نفسه!”، قبل أن تضيف: “لكن ربما جورج واشنطن”.

وحاول شقيقها روبرت (9 أعوام) معرفة الوجبة المفضلة لترامب في ماكدونالدز، لتجيبه ليفيت: “البرغر والبطاطس المقلية”.

التغير المناخي و”قوة خارقة”

حين سُئلت عن موقف ترامب من التغير المناخي، بدت ليفيت مترددة قبل أن تجيب: “هذا سؤال جيد جدًا”، لتعيد صياغة مواقفه السابقة بالحديث عن “الهواء النقي، الماء النظيف، والطاقة الرخيصة”، دون ذكر أي إجراءات ملموسة، بما يتماشى مع تصريحاته السابقة التي وصف فيها التغير المناخي بأنه “خدعة”.

وفي ختام الفعالية، كشفت ليفيت أن ترامب يحب مثلجات الـ”صنداي”، ويطمح إلى امتلاك قوة خارقة تمكّنه من إنجاز كل شيء بلمسة إصبع، في إشارة إلى إحباطه من بطء تمرير مشاريع القوانين داخل الكونغرس.

فعالية استثنائية، خرجت عن المألوف، لكنها أظهرت وجهاً آخر للحياة السياسية داخل البيت الأبيض، حيث حتى الأطفال قادرون على طرح أصعب الأسئلة.

البحث