استقرت أسعار النفط خلال تداولات يوم الجمعة، في ظل تباين المؤثرات بين توقعات وكالة الطاقة الدولية بضعف في الطلب العالمي، وبين عوامل دعم مؤقتة أبرزها انخفاض المعروض في السوق الفورية وزيادة الشحنات المتوقعة إلى الصين، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لأي تصعيد محتمل في العقوبات ضد روسيا.
وبحلول الساعة 08:07 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 19 سنتاً أو 0.28% إلى 68.83 دولاراً للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً أو 0.38% ليصل إلى 66.82 دولاراً، وفق بيانات “رويترز”.
وسجّل الخامان تذبذباً محدوداً هذا الأسبوع، حيث يتجه برنت نحو مكاسب أسبوعية طفيفة بنسبة 0.8%، بينما يتجه خام غرب تكساس إلى خسارة بنحو 0.3%، بعد عطلة السوق الأميركية بمناسبة يوم الاستقلال في الرابع من يوليو.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد رفعت تقديراتها لنمو المعروض النفطي هذا العام، لكنها خفّضت توقعاتها لنمو الطلب، وهو ما وضع ضغطاً على المعنويات، رغم تأكيدها أن ذروة الطلب الصيفي على السفر وتوليد الكهرباء تُبقي المعروض الفعلي محدوداً.
وفي هذا السياق، قال المحلل في “بي.في.إم”، جون إيفانز:
“رغم التوقعات بحدوث وفرة في المعروض نهاية العام، فإن العوامل الحالية تفتقر إلى الزخم الكافي لإعادة الأسعار إلى مستوياتها المتدنية التي شهدناها في أبريل ومايو.”
وفي مؤشر على استمرار الطلب القوي في آسيا، نقلت “رويترز” عن مصادر أن السعودية تعتزم شحن نحو 51 مليون برميل من الخام إلى الصين خلال أغسطس، في أكبر كمية منذ أكثر من عامين.
لكن على المدى الطويل، أبدت أوبك نظرة أكثر حذراً، إذ خفضت توقعاتها للطلب العالمي على النفط للفترة بين 2026 و2029، بسبب تباطؤ اقتصادي متوقع في الصين، وذلك في تقريرها السنوي الصادر يوم الخميس.
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% يوم الخميس، وسط قلق المستثمرين من تأثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي، مما قد يُضعف الطلب على الطاقة.
وفي تطور لافت، أشار محللو “آي.إن.جي” إلى أن السوق استعادت بعض خسائرها بعد إعلان ترامب نيته إصدار بيان “مهم” بشأن روسيا يوم الاثنين، ما أثار احتمالات فرض عقوبات إضافية على موسكو في ظل استمرار القصف الروسي للمدن الأوكرانية، وعدم إحراز تقدم في جهود التسوية، بحسب ما عبّر عنه ترامب.