كتبت غاييل بطيش في الـ Entrevue:
بعدما هزّت قضية شبكة “التيك توك” المجتمع اللبناني العام الماضي ، كاشفة عن وحوش بشرية تتخفى وراء شاشات الهواتف الخلوية، تستدرج القصّر، تجبرهم على تعاطي المخدرات وتغتصبهم وتصورهم وتبتزهم، توالت الأخبار عن جرائم اغتصاب وتحرش جديدة، ما يثير تساؤلات حول مدى الخطر الذي يهدد أطفال لبنان.
وبعد أن تلقف اللبنانيون صدمة عصابة “التيك توك”، صدموا بأخبار عدة حول تعرّض أطفال للعنف الجنسي، وآخرها خبر أمس الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يُوثق تحرش رجل يبلغ من العمر ٤٩ سنة بطفلة عمرها ٦ سنوات!
وقد وقعت الجريمة أمام أطفال آخرين كانوا برفقة الطفلة التي تبين أنها سورية الجنسية.
وبعد وقوع هذه الكارثة والفاجعة يعتبر العلاج النفسي والاجتماعي أمرا ضروريا، لا بل إلزاميا للأطفال الذين تعرضوا للتحرش أو الاغتصاب، حيث يمكن أن يساعدهم على استعادة الشعور بالأمان والراحة، بمشاركة تجاربهم ومشاعرهم من دون خوف من الحكم أو الانتقاد .
وفي حديث لـ entrevue, أشارت الدكتورة في علم النفس يارا سنجب إلى أن التحرش هو من أخطر التجارب التي يمكن أن يتعرض لها الطفل، حيث يؤثر على نفسيته بشكل عميق. وهذه التجربة تحمل مشاعر معقدة، ما يجعل من الصعب على الطفل التعامل معها طوال حياته.
ولكن من الضروري أن نقدم للطفل أسساً إيجابية تساعده على التصرف بشكل صحيح في حال تعرضه لمثل هذا الموقف. ويبدأ هذا التوجيه منذ الولادة، حيث يجب أن نكون حذرين من الأشخاص الذين يقتربون منه أو يلمسونه من دون إذنه. وبالتالي يجب علينا احترام مساحته الشخصية، وعدم إجباره على التفاعل مع من لا يرغب فيهم.
وأضافت سنجب: عندما نحاول الاقتراب منه، مثل تقديم الطعام، من المهم أن نشرح له ما نقوم به، كأن نطلب منه الإذن. وعندما يكبر، يجب أن نبدأ بتعليمه عن جسده ومساحته الشخصية، ومن هم الأشخاص الموثوق بهم الذين يمكنهم الاقتراب منه، مثل الوالدين والطبيب أو في حال وجود أحد يساعد الطفل ولكن ضمن الحدود.
لذا، يجب على الأهل أن يبنوا علاقة ثقة مع أطفالهم. عندما يخبرهم الطفل بشيء، ينبغي أن تكون ردود فعلهم إيجابية، مع شكر الطفل على ثقته بهم. ويجب عليهم تفسير الأمور من دون أن يشعر الطفل بالذنب. هذه الثقة ستساعد في جعل الطفل يشعر بالأمان ليشاركهم أي تجربة صعبة قد يواجهها في المستقبل.
وتابعت الاخيرة: عندما يحدث التحرش، فإن ردود فعل الأهل تلعب دوراً كبيراً في تأثير هذه التجربة على الطفل. ومن الضروري أن يتجنب الأهل تحميل الطفل مسؤولية ما حدث، أو الشعور بالذنب حيال تصرفات الطرف الآخر.
والأهم هو أن يشعر الطفل بأن الأهل يدعمونه ويدافعون عنه.
ولفتت الى انه: يجب أن يكون هناك وعي بأهمية مراجعة نواقص التربية الجنسية وفهم مساحة الطفل الشخصية. كما ينبغي على الأهل إعادة تقييم أساليب تربيتهم وتعليمهم، مع تقديم الدعم والتوجيه المناسب.
وختمت سنجب قائلة: يجب أن يشكر الأهل الطفل دائماً على ثقته في إخبارهم بما يحدث، ما يعزز ثقته بنفسه ويجعله يشعر بالأمان لمشاركة أي تجربة يمر بها.