البقع الداكنة

يُعدّ فصل الخريف الوقت الأنسب لمعالجة البقع الداكنة التي تُعتبر من أكثر المشكلات الجمالية شيوعاً في منطقتنا العربية. وفيما يلي نستعرض أحدث المكونات التي أثبتت فعاليتها في علاج هذه المشكلة وتحسين مظهر البشرة.

تظهر البقع الصبغية عادةً نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصة على الوجه وظهر اليدين وأعلى الصدر. فعند تكرار التعرض للأشعة فوق البنفسجية من دون حماية، يحدث اضطراب في إنتاج وتوزيع الميلانين — الصبغة الطبيعية التي تحمي الجلد — مما يؤدي إلى تكوّن بقع داكنة. وتتميّز الخلايا الصبغية بذاكرة قوية، لذلك يمكن أن تعود البقع للظهور حتى بعد علاجها إذا لم يتم استخدام واقي الشمس بانتظام.

المكونات الفعّالة في محاربة البقع الداكنة

تعتمد العلاجات الخاصة بالبقع الداكنة على التحكم في إنتاج الميلانين وتوزيعه داخل البشرة، وذلك من خلال إبطاء أو تثبيط عمل إنزيم “التيروزيناز” المسؤول عن تكوينه. وتحتوي بعض الكريمات على مكونات تعمل بلطف على تقشير البشرة وتسريع تجدد خلاياها، مما يساعد على تفتيح البقع تدريجياً. ورغم أن العلاجات الموضعية أقل فعالية من جلسات الليزر أو التقشير العميق في العيادات، إلا أنها آمنة ومناسبة لجميع أنواع البشرة وتُقلل خطر الالتهابات.

وتتميز المكونات الحديثة بقدرتها على توحيد لون البشرة وتصحيح العيوب مع الحفاظ على توازنها الطبيعي. ومن أبرز هذه المكونات:

  1. الإكسوسومات

تُعدّ الإكسوسومات جزيئات دقيقة تعمل كناقلات بين الخلايا، إذ تساهم في تجديدها ونقل العناصر الحيوية مثل البروتينات والدهون وعوامل النمو إلى الخلايا المتضررة بفعل الزمن أو أشعة الشمس. من خلال تحفيز عمليات إصلاح وتجديد البشرة، تساعد الإكسوسومات على تقليل العيوب وتوحيد لون الجلد بشكل واضح.

  1. النياسيناميد

وهو شكل نشط من فيتامين B3، يتميز بتعدد فوائده للبشرة. فهو لا يقتصر على تفتيح البقع الداكنة، بل يساعد أيضاً على تعديل إنتاج الميلانين ومنع ظهور بقع جديدة، إضافة إلى تقليل الالتهابات المسببة لآثار حب الشباب. كما يعزز النياسيناميد حاجز البشرة الطبيعي ويحافظ على رطوبتها، مما يجعلها أكثر مرونة وإشراقاً، وهو مناسب حتى للبشرة الحساسة أو المعرضة للاحمرار.

  1. حمض الترانيكساميك

يُستخدم هذا الحمض على نطاق واسع في العلاجات الجلدية بفضل تأثيره العميق على آليات التصبغ. فهو يقلل من إنتاج الميلانين ويُساعد على تخفيف البقع الناتجة عن الشمس، حب الشباب، أو الاضطرابات الهرمونية، مع منع ظهورها مجدداً. يتميّز بخصائص مضادة للالتهاب ويمكن دمجه بسهولة مع مكونات فعالة أخرى مثل فيتامين C والنياسيناميد وحمض الكوجيك لتعزيز تأثيره التفتيحي.

  1. الغلوكونولاكتون

ينتمي هذا المكوّن إلى أحماض الـPHA ويُعرف بلطفه على البشرة. يتميز بجزيئاته الكبيرة التي تمنع تهيج الجلد، ما يجعله مناسباً للبشرة الحساسة. يعمل على تجديد الخلايا وتحسين ملمس البشرة تدريجياً مع الاستخدام المنتظم، كما يُساهم في تعزيز الترطيب واستعادة الإشراق الطبيعي للبشرة.

البحث