أبدى الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، قلقه من الطريقة التي أصبح بها البعض، لا سيما الشباب، يعتمدون على “شات جي بي تي” في قراراتهم اليومية بشكل مفرط، معتبراً ذلك “أمرًا سيئًا وخطيرًا”.
وخلال مشاركته في مؤتمر مصرفي نظمه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع، قال ألتمان إن هناك “اعتمادًا عاطفيًا مبالغًا فيه على روبوت الدردشة شات جي بي تي”، مشيرًا إلى أن بعض المستخدمين باتوا يصرحون علنًا بأنهم لا يستطيعون اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه.
وأوضح أن بعض الشباب يقولون عبارات مثل: “شات جي بي تي يعرفني، ويعرف أصدقائي، ولن أفعل شيئًا قبل استشارته”، مؤكدًا أن هذا النوع من التعلّق يثير قلقه.
تصريحات ألتمان تأتي في وقت تتزايد فيه معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي بين الشباب، سواء عبر روبوتات الدردشة أو ما يعرف بـ”الرفقاء الافتراضيين”، وهي ظاهرة بدأت تثير نقاشات أخلاقية واجتماعية متنامية حول حدود استخدام هذه التكنولوجيا.
وكشف تقرير صادر عن منظمة “Common Sense Media” الأميركية غير الربحية أن 72% من المراهقين استخدموا على الأقل رفيقًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، وأن نصفهم تقريبًا عبّر عن ثقته بنصائح هذه الأدوات.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال الأصغر سنًا يُظهرون ثقة أكبر، إذ قال 27% من الفئة العمرية 13–14 عامًا إنهم يثقون بهذه الرفقاء “إلى حد ما”، مقارنة بـ 20% بين المراهقين الأكبر سنًا (15–17 عامًا).وبحسب نفس التقرير، فإن 23% من المراهقين الذين يتعاملون مع رفقاء الذكاء الاصطناعي أقرّوا بأنهم يثقون بهذه الأدوات “إلى حد كبير” أو “بشكل كامل”.
وفي تعليقه على هذا التحوّل، قال ألتمان إن OpenAI تحاول فهم كيفية التعامل مع هذا النوع من الاستخدام المفرط، مؤكدًا أن شركته تدرك حجم التأثير الذي يمكن أن تتركه هذه الأدوات على قرارات الناس وسلوكهم.
وأضاف: “حتى لو قدّم شات جي بي تي نصائح ممتازة، وربما حتى أفضل من أي معالج بشري، فإن تسليم قراراتنا كليًا إلى الذكاء الاصطناعي يظل أمرًا غير صحي، بل وخطير”.
وتسلّط تصريحات ألتمان الضوء على التحديات الأخلاقية والمجتمعية التي تواجه انتشار الذكاء الاصطناعي، وسط دعوات متزايدة إلى ترسيخ وعي نقدي لدى المستخدمين، خصوصًا الشباب، حول كيفية استخدام هذه التقنيات دون الوقوع في فخ الاعتماد الكامل عليها.