في خطوة لتعزيز موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي، أعلنت أمازون عن منتج جديد باسم AI Factories، يتيح للشركات الكبرى والهيئات الحكومية تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ أمازون ويب سيرفيسز داخل مراكز بياناتهم المحلية، دون الحاجة لإرسال البيانات إلى السحابة العامة.
ويعتمد النظام على فكرة بسيطة: العميل يوفّر البنية التحتية والطاقة، بينما تتولى أمازون تجهيز النظام وإدارته وربطه بخدماتها السحابية، ما يمنح المؤسسات أعلى مستويات التحكم في بياناتها، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن حماية البيانات وسيادتها من أي وصول خارجي.
وليس من قبيل الصدفة أن اسم المنتج يتطابق مع ما تقدمه إنفيديا في حزمها المتخصصة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير موقع TechCrunch. ويأتي المشروع نتيجة تعاون مشترك بين الشركتين، حيث تعتمد مصانع أمازون الجديدة على مزيج من تقنيات الطرفين.
وسيكون لدى العملاء خيار استخدام معالجات بلاكويل من إنفيديا أو شريحة Trainium3 الجديدة من أمازون، مع الاستفادة من خدمات AWS المتقدمة في الشبكات والتخزين وقواعد البيانات والأمن، إضافة إلى التكامل مع منصات الذكاء الاصطناعي مثل Amazon Bedrock وSageMaker.
وتسعى أمازون من خلال هذه الخطوة إلى ترسيخ مكانتها في سوق سريع النمو، لكنها ليست الوحيدة؛ إذ كانت مايكروسوفت قد كشفت في أكتوبر عن أول مصانع ذكاء اصطناعي خاصة بها لتشغيل مهام OpenAI داخل مراكز بياناتها حول العالم، كما تعمل على توفير حلول محلية مماثلة من خلال مشروع Azure Local.
ومع أن خدمات السحابة في السنوات الماضية دفعت الشركات للابتعاد عن بناء مراكز بيانات خاصة، فإن موجة الذكاء الاصطناعي تعيد تشكيل المشهد، حيث تعود الاستثمارات نحو البيئات الهجينة والمقار المؤسسية، في خطوة تشبه الاتجاهات التي شهدها العالم في 2009، ولكن هذه المرة بنكهة ذكاء اصطناعي متقدمة.