في الماضي، كان استخدام الواقي الشمسي يُقتصر غالباً على أيام الصيف المشمسة، أما اليوم فأصبح جزءًا أساسياً من روتين العناية بالبشرة على مدار العام، بفضل التوعية المتزايدة بأهمية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية. ومع انتشار استخدامه، بات كثيرون يتساءلون عن الفرق بين أنواع الواقيات الشمسية، لا سيما بين تلك التي تحتوي على فلاتر معدنية وتلك التي تعتمد على تركيبات كيميائية أو ما يُعرف بالعضوية.
الفرق بين الواقيات الشمسية المعدنية والكيميائية:
يشرح الخبراء أن الفرق الجوهري بين النوعين يكمن في آلية عملهما:
المرشحات الكيميائية (العضوية) تعمل من خلال امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتحويلها إلى حرارة يتم إطلاقها من الجلد.
المرشحات المعدنية مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم، تقوم بامتصاص الأشعة أيضاً ولكن تعكس جزءًا صغيرًا منها بعيداً عن الجلد، وهي بذلك لا تعمل كمرآة صافية كما يعتقد البعض.
مزايا وعيوب كل نوع:
المرشحات المعدنية تناسب جميع أنواع البشرة، بما في ذلك الحساسة، لكنها قد تترك طبقة بيضاء واضحة على الجلد، خاصةً عند أصحاب البشرة الداكنة، وقد تكون ثقيلة أو غير مريحة لبعض المستخدمين.
المرشحات الكيميائية غالباً ما تكون خفيفة الوزن وشفافة، ما يجعلها مثالية للمستحضرات التجميلية مثل الكريمات والأمصال، لكنها قد تسبب تهيجًا للبشرة الحساسة، وهناك مخاوف علمية مستمرة بشأن تأثيرها على نظام الغدد الصماء.
الجانب البيئي:
لا يقتصر اختيار نوع الواقي على الاعتبارات التجميلية، إذ أن له أثرًا بيئيًا، خاصة عند استخدامه في الماء. فبعض الفلاتر الكيميائية، مثل الأوكسي بنزون والأوكتينوكسات، ثبت أن لها تأثيرات سلبية على الشعاب المرجانية، ما دفع بعض المناطق مثل هاواي وبالاو إلى حظر استخدامها على الشواطئ.
في المقابل، تُعتبر المرشحات المعدنية خيارًا أكثر صداقة للبيئة، ولكن تأثيرها يتوقف على عوامل مثل تركيزها، حجم جزيئاتها، وتركيبة المنتج الكامل.
نصائح عامة:
لا يُعد نوع الفلتر وحده معيارًا للحكم على فعالية الواقي، بل يجب النظر إلى تركيبة المنتج بالكامل، وقدرته على الثبات، مقاومة الماء، وملاءمته لنوع البشرة.
من الضروري إعادة وضع الواقي الشمسي بانتظام للحصول على حماية فعالة، خصوصًا بعد السباحة أو التعرق.
الاستمرارية في الاستخدام أهم من نوع الواقي، فالحماية لا تعتمد على المنتج وحده بل على كيفية وكمية استخدامه.