شركة اوبر

أعلنت شركة أوبر عن خطوة استراتيجية مهمة تمهد لانطلاقها في سوق سيارات الأجرة ذاتية القيادة، عبر استثمار مئات الملايين من الدولارات في شركتين رائدتين: لوسيد المتخصصة في السيارات الكهربائية، ونورو الناشئة في تقنيات القيادة الذاتية.

وفقًا لما كشفت عنه أوبر يوم الخميس، ستضخ الشركة 300 مليون دولار في شركة لوسيد، بالإضافة إلى التزام بشراء ما لا يقل عن 20 ألف سيارة رياضية فاخرة من طراز “Gravity” خلال السنوات الست القادمة.

وسيتم تجهيز هذه السيارات بنظام القيادة الذاتية المتطور الخاص بشركة نورو، على أن تُدار من قبل أوبر أو شركائها من مزودي الخدمات، وفقًا لتقرير نشره موقع “تك كرانش” واطلعت عليه “العربية Business”.

تهدف أوبر من خلال هذه الشراكة إلى إطلاق خدمة سيارات أجرة روبوتية فاخرة في إحدى المدن الأميركية الكبرى بحلول العام المقبل، مع بدء إنتاج النسخة المعدلة من سيارات “Gravity” في أواخر 2026.

تجدر الإشارة إلى أن أوبر تستثمر أيضًا مبالغ غير معلنة في شركة نورو، ويُعتقد أن قيمتها تتجاوز استثمارها في لوسيد.

وصرح “ديف فيرغسون”، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لنورو، بأن الاتفاق استغرق عامًا كاملاً من المفاوضات المكثفة بين أوبر ولوسيد ونورو، ما يعكس أهمية الصفقة وحجمها.

وأوضح فيرغسون أن مهندسي نورو ولوسيد حققوا تقدمًا ملموسًا، مشيرًا إلى اختبار نموذج أولي لسيارة ذاتية القيادة على مضمار مغلق في منشآت نورو بمدينة لاس فيغاس.

وأضاف أن سيارات “Gravity” مثالية لهذا المشروع، لاحتوائها مسبقًا على العديد من المكونات اللازمة لدعم أنظمة القيادة الذاتية من المستوى الثالث.

لكن النسخ المعدلة لأوبر ستكون بمستوى قيادة ذاتية من المستوى الرابع، مما يعني القدرة على التنقل بشكل كامل في ظروف محددة دون تدخل بشري، وهو ما يقترب بأوبر من تقديم خدمة سيارات أجرة “روبوتية” بالكامل.

على مدار العامين الماضيين، أبرمت أوبر شراكات استراتيجية مع أكثر من 18 شركة عالمية في مجالات النقل التشاركي والتوصيل وحتى الشاحنات.

وخلال 2025 فقط، وقعت أوبر اتفاقيات مع شركات مثل “ماي موبيليتي” التابعة لفولكس فاغن، وعدد من الشركات الصينية الرائدة في القيادة الذاتية مثل “Momenta”، و”وي رايد”، و”بايدو”.

ومع ذلك، تبقى شراكة أوبر الأبرز والأكثر تطورًا مع شركة “وايمو” التابعة لألفابت (الشركة الأم لغوغل)، حيث تقدمان خدمات سيارات ذاتية القيادة في مدينتي أوستن وأتلانتا تحت اسم “Waymo on Uber”.

وتُعتبر هذه الصفقة شهادة قوية على ثقة أوبر بشركة نورو، التي واجهت تحديات مالية كبيرة خلال العامين الماضيين، رغم جمعها لأكثر من ملياري دولار منذ تأسيسها عام 2016.

فبعد تركيزها سابقًا على تطوير روبوتات توصيل صغيرة بسرعات منخفضة، أجرت نورو إعادة هيكلة شاملة لاستراتيجيتها.

وفي 2023، تخلت نورو عن نموذج التوصيل منخفض السرعة، وبدأت بترخيص تقنيتها في القيادة الذاتية لشركات صناعة السيارات ومزودي خدمات التنقل.

وأكدت الشركة حينها أن هذا التحول منحها استدامة مالية لمدة تصل إلى ثلاث سنوات ونصف بدلاً من عام ونصف فقط.

اليوم، يُنظر إلى اتفاق نورو مع أوبر كدليل قوي على نجاح هذا التحول، مع وجود إشارات إلى اتفاقيات ترخيص إضافية قيد الإعداد.

البحث