الماء هو عنصر أساسي يرتبط بكل كائن حي على سطح الأرض. على الرغم من أن أكثر من 70% من سطح الأرض مغطى بالمياه، وأن 60% من أجسامنا يتكون من الماء، كما يشكل الماء 90% من وزن الدماغ، و80% من الدم، و75% من كتلة العضلات، إلا أن الأمر المثير للاهتمام هو أن شرب الماء لا يكون في كثير من الأحيان أولوية للكثيرين منا.
فقدان الجسم المستمر للماء
تلفت الإحصائيات الطبية إلى أن أكثر من 80% من الأشخاص لا يتناولون الكمية الكافية من الماء يوميًا. لذا، من المهم التذكير المستمر بفوائد شرب الماء لتزويد الجسم بالكمية اللازمة.
تكمن المشكلة الرئيسية في أن الماء لا يبقى داخل الجسم لفترة طويلة؛ بل يتم فقدانه بشكل مستمر عبر عدة آليات مثل الزفير، التعرق، البول والإخراج. لذلك، يتطلب الأمر وعي الإنسان وغريزة الجسم للعمل معًا للحفاظ على كمية كافية من الماء والتعويض عن الفقد المستمر.
مثلاً، يفقد الجسم ما يقارب نصف لتر من الماء يوميًا عبر هواء الزفير. كما يختلف مقدار الماء المفقود من شخص لآخر ويعتمد على عوامل مثل النشاط البدني، الحالة الصحية، والظروف المناخية.
دور الماء الحيوي
ووفقاً لكلية هارفارد للصحة العامة، يساعد الماء على حماية الجسم من ارتفاع درجة الحرارة، تليين المفاصل، الحفاظ على صحة الجلد، وهو ضروري لعملية الهضم السليم. كما يُعد الماء المشروب المثالي الخالي من السعرات الحرارية لإرواء العطش وإعادة ترطيب الجسم.
ولأن الجسم لا يُنتج الماء الذي يحتاجه، فإن الطريقة الوحيدة للحصول على الماء هي من خلال تناول الطعام والشراب. من المهم أن يستجيب الشخص للشعور بالعطش لتزويد الجسم بالماء.
الشعور بالعطش وتحديد الحاجة للماء
يُشار إلى أن عدم الشعور بالعطش لا يعني أنه ليس من الضروري شرب الماء. فقد أشار الدكتور جوليان سيفتر، استشاري أمراض الكلى بجامعة هارفارد، إلى أن كبار السن قد لا يشعرون بالعطش بنفس الطريقة التي كانوا عليها في مراحل العمر السابقة. هذا قد يمثل مشكلة إذا كانوا يتناولون أدوية تُسبب فقدان السوائل.
وتوضح “مايو كلينك” أن شعورك بالعطش قد يكون إشارة إلى أنك في مرحلة الجفاف، حيث فقدت من 1 إلى 2% من محتوى الماء في جسمك، وقد تشعر ببعض الضعف في الإدراك مثل التوتر والنسيان.
احتياجات الجسم للماء
من المهم أن نعرف أن أفضل مؤشر على الترطيب الكافي هو لون البول. إذا كان لون البول أصفر باهتًا أو شفافًا، فهذا يدل على أن الجسم يحصل على الكمية المناسبة من الماء. تشير الأكاديمية الوطنية للطب إلى أن الشخص البالغ يحتاج إلى حوالي 3 لترات من السوائل يوميًا في الظروف المناخية المعتدلة.
أفضل مصادر الماء
الماء الصافي هو الخيار الأمثل لترطيب الجسم، ولكن يمكن الحصول على السوائل أيضًا من الأطعمة مثل الخس، الخيار، الفلفل، البطيخ، وغيرها من الأطعمة الغنية بالماء. بالرغم من ذلك، يُعتبر من المستحيل أن يعتمد الإنسان فقط على الماء الموجود في الأطعمة لتلبية احتياجات الجسم.
أوقات شرب الماء
ورغم من أنه لا توجد أوقات محددة لشرب الماء، إلا أن هناك بعض الظروف التي تتطلب تعويض الجسم بالماء. يُنصح بشرب الماء قبل وأثناء وبعد ممارسة التمارين البدنية، وفي حالات الجفاف بسبب الحرارة أو التعرق الزائد، وأيضًا في حالات الإصابة بالإسهال أو بعد الصوم.
ويوصي الخبراء بشرب الماء أيضًا عند الاستيقاظ من النوم لتحفيز الجسم، وكذلك قبل الاستحمام بالماء الساخن، حيث قد يساعد ذلك في منع انخفاض ضغط الدم.
أهمية الماء في وظائف الجسم
الماء يلعب دورًا مهمًا في وظائف الجسم المختلفة. فهو يساهم في تحسين عملية الهضم، يعزز كفاءة التمثيل الغذائي، ويساعد في إخراج السموم. كما أن الماء ضروري لصحة الجهاز التنفسي، حيث يساعد في ترطيب مجاري التنفس وأعضاء الرئتين.
دور الماء في صحة المفاصل والجهاز العصبي
يعتبر الماء جزءًا أساسيًا من تكوين الغضاريف في المفاصل وأقراص العمود الفقري، حيث يحتوي الغضروف على حوالي 80% من الماء. كما أن نقص الماء قد يؤدي إلى آلام المفاصل وصعوبة الحركة.
تتطلب صحة الجهاز العصبي أيضًا الماء، حيث يؤثر نقصه على قدرة الدماغ والحبل الشوكي على أداء وظائفهما.