إسبانيا

لطالما كانت إسبانيا وجهة مفضلة للهاربين من العدالة، بسبب مناخها المشمس وحياتها الليلية الصاخبة، ما جعل منتجعاتها الساحلية ملاذاً آمناً لهم. لكن هذا الخيار لم يعد يضمن الإفلات، حيث أظهرت تقارير وكالة فرانس برس اعتقال 460 هاربًا خلال العام الماضي، أغلبهم من الأجانب، مقارنة بـ390 في 2023، مع استمرار وتيرة الاعتقالات بوتيرة متصاعدة منذ بداية العام الحالي.

فرناندو غونزاليس، رئيس قسم تعقب الهاربين بالشرطة الإسبانية، يؤكد أن إسبانيا ما تزال نقطة جذب كبيرة للمتورطين في جرائم متنوعة، من تجار مخدرات إلى مجرمي الإنترنت. من أشهر التوقيفات مؤخرًا اعتقال زعماء عصابات بارزين، بالإضافة إلى مسلحين متورطين في عمليات هروب معقدة.

ويعود السبب في استمرار إقبال هؤلاء على إسبانيا إلى جودة الحياة، المناخ المعتدل، سهولة استئجار العقارات، والتنوع الثقافي الكبير الذي يسمح لهم بالاندماج بسرعة دون إثارة الشكوك. كما تلعب الجغرافيا دورًا محوريًا، إذ تمثل إسبانيا ملتقى طرق بين أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يسهل على المجرمين التنقل والهروب.

رغم ذلك، لا تضمن هذه البيئة الهادئة هروبهم الدائم، فمراكز الشرطة تعتمد على مراقبة دقيقة وتنصت وتعاون دولي فعال عبر شبكة “إنفاست” الأوروبية، ما يجعل ملاحقة هؤلاء أشبه بلعبة قط وفأر تنتهي غالبًا باعتقالهم.

في النهاية، يختصر قسم تعقب الهاربين مهمته بشعار بسيط: “صبر الصياد هو أعظم صفات المحقق”، مؤكدين أن الهاربين قد يعيشون لفترة بأمان في إسبانيا، لكن الفكرة القاطعة أنهم لن ينجوا إلى الأبد من العدالة.

البحث