صرح اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك بأن الجيش الإسرائيلي غير قادر على هزيمة حركة حماس بشكل حاسم، واصفا حجم الدمار الهائل في قطاع غزة بأنه يهدف إلى “إعطاء انطباع بانتصار لم يتحقق”. جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بعنوان “هذا هو السبب وراء عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على هزيمة حماس”، حيث أشار بريك إلى أن الجيش يعاني من محدودية في الإنجازات الميدانية.
وأكد بريك أن حماس تدير حرب عصابات باستخدام شبكة أنفاق تحت الأرض، مما يمكنها من إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي دون مواجهة مباشرة. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي قد فجر أقل من 10% من الأنفاق في غزة خلال عام ونصف من القتال، مشيرا إلى أن التدمير الواسع في غزة يهدف إلى خلق شعور زائف بالنصر.
وتطرق المقال إلى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الذي كان قد وعد بهزيمة حماس وإقامة حكم عسكري في غزة، حيث وصفها بريك بأنها وعود غير واقعية. وقال إن زامير وقع في “فخ” بعدما أدرك أن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك القدرة لتحقيق تلك الأهداف.
وفيما يتعلق بالقيادة السياسية، ذكر بريك أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش انتقد رئيس الأركان في اجتماع “الكابينت” في 22 أبريل، داعيا إلى احتلال غزة بالكامل أو استقالته. وأشار إلى أن صمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الاجتماع يعكس تحضيرات لتحميل زامير مسؤولية فشل الحرب.
وفي تحليل أعمق، كشف بريك عن تأثير تقليص حجم الجيش الإسرائيلي على مدى العقدين الماضيين، حيث أشار إلى أن تقليص القوات البرية أدى إلى تراجع القدرة على فرض السيطرة الدائمة على المناطق التي يدخلها الجيش. كما لفت إلى أن الجيش يعتمد بشكل كبير على أسلوب المداهمات السريعة، الذي لا يحقق انتصارات حاسمة، فيما كانت حماس تعود مرارًا إلى المناطق التي انسحب منها الجيش.
وختم بريك مقاله بالتأكيد على أن الجيش الإسرائيلي في “حالته المزرية” وغير قادر على تدمير حماس أو إطلاق سراح الأسرى عبر الضغط العسكري.
ويذكر أن إسرائيل تحتجز 59 أسيرا لدى حماس في غزة، بينهم 24 على قيد الحياة، في حين أن إسرائيل تحتجز أكثر من 9500 فلسطيني في سجونها، حيث يعانون من التعذيب والإهمال الطبي.