سيلان الانف

يعاني كثير من الأشخاص من سيلان الأنف المستمر، وهو أمر يزعج بشكل خاص مرضى الحساسية المزمنة، وقد يؤثر بشكل ملحوظ على جودة حياتهم اليومية.

وفي تقرير نشرته مجلة Time الأميركية، يشير الدكتور ويليام رايزاشر، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في كلية طب وايل كورنيل ومستشفى نيويورك، إلى أن سيلان الأنف المستمر الذي يدفع الشخص لاستخدام المناديل الورقية طوال الوقت يؤثر سلبًا على إحساسه العام طوال اليوم.

يُعرف هذا النوع من السيلان طبيًا باسم “سيلان الأنف المزمن”، وتوضح الدكتورة ناتالي إيرل، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة في ماريلاند وواشنطن دي سي، أن هذه الحالة تُشخّص عندما يستمر السيلان لأكثر من 12 أسبوعًا. وتضيف أن طبيعة المخاط تختلف من شخص لآخر، فقد يكون شفافًا، مائيًا، سميكًا أو ملونًا، وغالبًا ما يكون العلاج الدوائي ضروريًا للتخفيف من الأعراض.

في حين أن السيلان الناتج عن نزلات البرد غالبًا ما ينتهي خلال أيام قليلة أو في غضون أربعة أسابيع، فإن استمرار الأعراض لفترة أطول يستدعي التدخل الطبي. يشدد الدكتور رايزاشر على أهمية زيارة الطبيب عند استمرار المشكلة، لتحديد السبب من خلال الأعراض والبيئة المحيطة، ووضع خطة علاج مناسبة.

أبرز أسباب سيلان الأنف المستمر:
الحساسية
تُعد من أبرز الأسباب. وترافقها أعراض أخرى مثل العطس، الحكة في الأنف، انسداده، إلى جانب حرقة أو دموع في العينين أحيانًا.

تغيرات الطقس
تؤثر عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي على الأنف، وقد تسبب سيلانًا مزمنًا، إذ يتفاعل الأنف مع هذه التغيرات كأداة حساسة للطقس.

الأدوية
بعض الأدوية، مثل حاصرات بيتا لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أو وسائل منع الحمل الهرمونية، قد تؤدي إلى سيلان الأنف كأثر جانبي. كما أن تغيير نوع الدواء أو جرعته قد يكون له نفس التأثير.

المشكلات الهيكلية
وجود تشوهات في الأنف مثل انحراف الحاجز الأنفي أو الزوائد الأنفية يمكن أن يؤدي إلى سيلان مزمن. ويُجري أطباء الأنف والأذن فحوصات دقيقة لتحديد مثل هذه المشكلات.

الحمل
تتسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل في توسيع الأوعية الدموية، مما يؤثر أيضًا على أنسجة الأنف، ويؤدي إلى سيلان مزمن خاصة في الثلث الثاني من الحمل.

خيارات العلاج
توصي الدكتورة إيرل باستخدام بخاخات الأنف الملحية أو الستيرويدية، بالإضافة إلى مضادات الهيستامين الفموية المتاحة بدون وصفة طبية، خاصة عند الاشتباه في وجود حساسية. ومع ذلك، قد يكون من الصعب اختيار العلاج الأنسب من بين الخيارات المتوفرة في الصيدليات، لذا يُفضل استشارة الطبيب للحصول على توجيه دقيق.

ويشدد الدكتور رايزاشر على أهمية إبلاغ الطبيب بأي تغييرات بيئية حديثة، لأن تحديد المحفزات هو خطوة أساسية في العلاج، مشيرًا إلى أنه لا توجد تحاليل دم يمكنها كشف السبب بشكل مباشر، بل يتطلب الأمر تقييمًا دقيقًا من طبيب متمرس، وربما إجراء اختبارات حساسية متخصصة.

البحث