أطباء

تمكن فريق طبي في شنغهاي من إنقاذ رجل كان على وشك فقدان رأسه بالكامل إثر تعرضه لحادث خطير أثناء العمل مع ذراع آلية في موقع إنتاج.

وذكرت صحيفة South China Morning Post أن الرجل تعرض لإصابات بالغة، حيث تمزقت فقرات عنقه وتضررت الشرايين الحيوية التي تمد الدماغ، وظلت رقبته مرتبطة فقط بواسطة الأنسجة الرخوة. تعرض على الفور للشلل وتوقف قلبه، وبقي حياً فقط لأن الحبل الشوكي لم يصب بأذى.

أوضح تشن هوا جيانغ، مدير قسم جراحة العنق في مستشفى “تشانغتشينغ”، أن هذه الحالة تعد من أخطر الإصابات التي صادفوها، خصوصاً انفصال فقرات العنق بهذه الخطورة، ولم يشهدوا من قبل نجاة شخص بعد مثل هذا النوع من الإصابات.

كانت الحالة حرجة للغاية بسبب تمزق وانسداد أحد الشريانين الفقريين الذي يزود الدماغ بالدم، في حين كان الشريان الآخر يعاني من تمزق لكنه حافظ على تدفق دم محدود. تدهورت حالة المريض بسرعة واضطر الأطباء لاستخدام أدوية قوية للحفاظ على الدورة الدموية.

واجه الفريق الطبي تحدياً كبيراً لعدم إمكانية إجراء الفحوصات المعتادة قبل العملية، حيث أن أي حركة صغيرة كانت قد تؤدي لانخفاض حاد في ضغط الدم والموت المفاجئ. لذلك أجرى الجراحون العملية في ظل ظروف شبه عمياء، مستعدين لمواجهة فقدان دم كبير أو توقف الدورة الدموية في أي لحظة.

وكان الخطر الأكبر متمثلاً في احتمال دخول البكتيريا إلى السائل النخاعي عبر الجرح المفتوح في مؤخرة الرقبة، مما قد يؤدي إلى التهاب دماغي مميت.

رغم ذلك، استمرت العملية لمدة ثلاث ساعات، تعاون خلالها جراحو العظام وأخصائيو الإنعاش والتخدير لإزالة الجلطة الدموية، وإعادة تركيب فقرات الرقبة المثقوبة وتثبيتها بلوحين معدنيين. وأكد الأطباء أن هذه هي أول حالة يتم فيها تطبيق هذه التقنية على إصابة بهذه الدرجة من الخطورة.

بعد الجراحة، استعاد المريض وعيه واستقرت حالته، ويستطيع الآن الجلوس وتحريك ذراعيه وكتفيه، إلا أن رحلة التعافي لا تزال طويلة وصعبة، مع احتمال كبير لظهور مضاعفات ومشكلات صحية لاحقة.

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور تشن أن هذا الإنجاز الطبي يبرز أهمية التعاون الوثيق بين جراحي العظام، وأخصائيي العناية الحرجة، وأطباء التخدير عند التعامل مع حالات طبية معقدة وغير مسبوقة.

البحث