أصدرت قيادة الأمن السيبراني في إيران، اليوم الثلاثاء، قرارًا يقضي بمنع المسؤولين الحكوميين وفرق حمايتهم من استخدام أي أجهزة متصلة بالشبكات الاتصالية أو نظم الاتصالات العامة. ويهدف هذا الإجراء، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية، إلى تعزيز حماية المعلومات الحساسة وتقليل فرص اختراقها في ظل تصاعد التهديدات الأمنية.
ويأتي القرار في أعقاب سلسلة اغتيالات استهدفت قادة عسكريين وعلماء إيرانيين منذ يوم الجمعة الماضي، إثر هجوم مباغت شنته إسرائيل ضد أهداف داخل إيران.
تهديدات إسرائيلية متزايدة
في تطور لافت، كشف السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، عن نية تل أبيب تنفيذ “عملية كبيرة” ضد إيران خلال الأيام المقبلة. وفي مقابلة مع الصحفية الأميركية ليندساي كيث، قال ليتر إن “مفاجأة كبرى” متوقعة ليلة الخميس أو الجمعة، ملمّحًا إلى عمل عسكري واسع النطاق، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وشبّه السفير العملية المقبلة بكونها “أكثر تعقيدًا من عملية البيجر” التي نفذتها إسرائيل في لبنان سابقًا، واستهدفت أجهزة النداء اللاسلكي الخاصة بحزب الله.
تقنيات تتبع متطورة لاغتيالات دقيقة
من جهتها، أفادت وكالة “فارس” الإيرانية أن إسرائيل تستخدم تقنيات متقدمة لتتبع الهواتف المحمولة، حتى في حالة إيقاف تشغيلها، ما يُمكّنها من تحديد مواقع كبار المسؤولين بدقة وتنفيذ عمليات اغتيال دقيقة داخل إيران.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه التقنيات قد استُخدمت في اغتيال شخصيات بارزة، منها إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة “حماس”، خلال تواجده في طهران.
تحذيرات وتوصيات أمنية داخلية
في ضوء هذه المخاطر، شددت وسائل الإعلام الإيرانية على ضرورة استخدام هواتف آمنة ومضادة للتتبع، مع تعليمات رسمية صدرت لجمع الهواتف المحمولة الخاصة بكبار الضباط والمسؤولين، إلى جانب هواتف المحيطين بهم، للحد من فرص اختراق المواقع أو كشف العمليات السرية.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار استراتيجية أوسع تتبناها السلطات الإيرانية للحد من التهديدات السيبرانية المتزايدة، والتي باتت تلعب دورًا محوريًا في الصراعات الجيوسياسية بالمنطقة.