نجح أطباء في مستشفى ميشيغان بالولايات المتحدة في إنقاذ حياة طفل كان على وشك الموت بسبب صدمة إنتانية حادة وفشل في عدة أعضاء، باستخدام تقنية جديدة تُعرف بـ«التصفية الخلوية الانتقائية» (Selective Cytopheretic Device). وقد بلغت احتمالات نجاته عند دخوله المستشفى أقل من 5%.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا الجهاز لعلاج حالة مماثلة، حيث نُشرت تفاصيل التجربة في مجلة Pediatric Nephrology نهاية يونيو الماضي.
صدمة إنتانية مهددة للحياة
كان الطفل قد خضع سابقاً لزراعة كلية ويتلقى علاجاً مثبطاً للمناعة، كما أظهرت الفحوصات إصابته بسرطان الدم، ما جعله عرضة لتدهور صحي سريع. وبعد عودته إلى المستشفى لاحقاً وهو يعاني من انخفاض حاد في ضغط الدم وعدوى بكتيرية وفشل في خمسة أعضاء، تم تشخيصه بصدمة إنتانية حادة، وهي المرحلة المتقدمة والخطيرة من تسمم الدم.
كيف يعمل الجهاز؟
الجهاز المستخدم طُوّر على مدار 20 عاماً، ويعمل على «تهدئة» خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة. يتم دمجه مع جهاز غسيل الكلى، بحيث يمر الدم عبر مرشح يقلّل من حدة استجابة الخلايا المناعية، التي تُهاجم أعضاء الجسم بشكل مفرط خلال الالتهابات الشديدة. وبذلك، يعود الدم إلى الجسم دون إثارة ردود مناعية عنيفة.
نتيجة واعدة
تمكّن الفريق الطبي من استخدام الجهاز بكفاءة بفضل خبرته في تجارب سابقة، رغم أنه لم يكن معتمداً رسمياً لعلاج الأطفال وقت التجربة. ونجحت الطريقة، وساهمت في إنقاذ الطفل من وضع ميؤوس منه، ما يفتح باب الأمل أمام استخدام هذا الابتكار لإنقاذ المزيد من الحالات المشابهة مستقبلاً.
وأكد الباحثون أن الجهاز قد يشكّل تحولاً في علاج حالات الصدمة الإنتانية، التي تُعد من أكثر مضاعفات العدوى خطورة وتهديداً للحياة، خصوصاً لدى الأطفال.