تعبيرية عن الدماغ

في خطوة رائدة قد تُحدث تحولًا جذريًا في تشخيص السرطان، أعلن مركز “سيدني كيميل” الشامل للسرطان في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية عن تطوير تقنية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد سرطان الدماغ في مراحله المبكرة، دون الحاجة إلى إجراءات جراحية مؤلمة.

ووفقًا لما نشرته الجامعة على موقعها الرسمي، يهدف هذا الإنجاز إلى تحسين دقة ما يُعرف بـ”الخزعة السائلة”، وهي تقنية تعتمد على تحليل عينات من الدم بدلاً من استئصال أنسجة عبر العمليات الجراحية. وتستند الطريقة الجديدة إلى الذكاء الاصطناعي لتحليل شظايا دقيقة من الحمض النووي التي تنطلق من الأورام والخلايا المناعية المحيطة، وتنتشر في مجرى الدم.

وقاد هذا الابتكار الدكتور فيكتور فيلكوليسكو، الخبير في علم جينات السرطان، حيث طوّر وفريقه نظامًا يعتمد على التعلم الآلي لرصد أنماط متكررة في الجينوم مرتبطة بأورام الدماغ.

ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحديد الحمض النووي المرتبط بالخلايا السرطانية، ما يعزز دقة التشخيص ويقلل من الحاجة إلى أدوات التصوير المعقدة.

وخضعت التقنية لتجارب سريرية موسعة على عينات دم من 505 أشخاص من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وأسفرت النتائج المنشورة حديثًا عن معدل دقة مرتفع، إذ تمكن النظام من الكشف عن سرطان الدماغ في نحو 75% من الحالات، متفوقًا على الطرق التقليدية للخزعة السائلة.

ويعتبر هذا التقدم اختراقًا مهمًا في مجال تشخيص سرطان الدماغ، الذي يُعد من أكثر أنواع السرطان صعوبة في الرصد المبكر، حيث لا يُلجأ إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو المقطعي إلا عند ظهور أعراض واضحة. أما الآن، فيمكن لاختبار دم بسيط أن يمنح الأطباء مؤشرًا مبكرًا بالغ الأهمية.

ويؤكد الخبراء أن هذه التقنية لا توفر الوقت والجهد فحسب، بل تفتح أيضًا آفاقًا جديدة للتشخيص المبكر، ما يرفع من فرص العلاج الفعّال وإنقاذ الأرواح.

البحث