تعبيرية عن الأحلام

في خطوة علمية غير مسبوقة، شكّل اتحاد دولي من الباحثين قاعدة البيانات الأكبر في التاريخ حول الأحلام، تجمع بين تسجيلات دقيقة لنشاط الدماغ أثناء النوم وتقارير مفصلة عن محتوى الأحلام، ضمن مشروع أُطلق عليه اسم DREAM بدعم من مؤسسة “بيال” البرتغالية.

التحليل الأولي لهذه القاعدة، التي تشمل أكثر من 2600 حالة استيقاظ من 505 مشاركين عبر 20 دراسة مختلفة، كشف مفاجأة قلبت الفهم التقليدي للأحلام: فهذه التجارب لا تقتصر على مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) كما كان يُعتقد سابقاً، بل تحدث أيضاً خلال مرحلة النوم الأعمق والأكثر هدوءاً، المعروفة باسم نوم حركة العين غير السريعة (NREM).

المثير أن نشاط الدماغ خلال هذه الأحلام بدا أقرب إلى حالة اليقظة منه إلى النوم العميق، وكأن الدماغ يعيش لحظة “استيقاظ جزئي” وهو يحلم.

ووفق الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، استخدم الباحثون تقنيات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتخطيط مغناطيسية الدماغ (MEG) إلى جانب خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط العصبية قبل الاستيقاظ. وسمحت هذه التقنية بالتنبؤ بدقة ما إذا كان الشخص يحلم في تلك اللحظة، فاتحة الباب أمام فهم أعمق لتجارب الوعي البشري أثناء النوم.

هذا الاكتشاف لا يوسع فقط فهمنا للأحلام، بل يحمل آفاقًا جديدة في دراسة الوعي والذاكرة واضطرابات النوم، ويقرب العلماء أكثر من الإجابة على أحد أقدم الأسئلة: ماذا يفعل الدماغ عندما نحلم؟

البحث