حذر معهد فيرجينيا لعلوم البحار من أن مدنًا رئيسية على الساحل الغربي للولايات المتحدة، مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسان دييغو، تشهد ارتفاعًا متسارعًا في مستوى سطح البحر. هذا الارتفاع ينذر بتغيرات جغرافية واجتماعية كارثية في السنوات المقبلة.
الساحل الغربي في خطر متزايد
منذ عام 2018، سجلت سان دييغو ارتفاعًا في مستوى البحر بمعدل 2.6 ملم سنويًا، وهو الأعلى على الساحل الغربي بأكمله. بحلول عام 2050، من المتوقع أن يتجاوز منسوب البحر في هذه المدن المعدلات المتوقعة، مما قد يؤدي إلى فيضانات مدمرة ونزوح واسع للسكان. تُظهر التقديرات أن حوالي 26 مليون شخص في كاليفورنيا يعيشون بالقرب من السواحل، مما يعرضهم لخطر مباشر. كما تشير بيانات معهد السياسة العامة في كاليفورنيا إلى أن 18 مليار دولار من البنية التحتية مهددة بالغرق، وقد تتطلب حماية منطقة خليج سان فرانسيسكو وحدها استثمارات تصل إلى 110 مليارات دولار.
الساحل الشرقي وساحل الخليج يواجهان نفس المصير
الخطر لا يقتصر على الساحل الغربي؛ فمدن مثل نيويورك وبوسطن وتشارلستون وسافانا مرشحة لارتفاع يتجاوز قدمًا واحدة في مستوى البحر بحلول عام 2050. في فلوريدا وتكساس ولويزيانا، قد تواجه بعض المدن ارتفاعًا يتجاوز 18 بوصة، مع تسجيل روك بورت في تكساس أعلى نسبة متوقعة بارتفاع يصل إلى 2.49 قدمًا.
تشير التحليلات إلى أن أكثر من 500 ألف مواطن أمريكي قد يضطرون إلى مغادرة منازلهم في 32 مدينة ساحلية بسبب الفيضانات المتكررة وتلف الممتلكات، مع توقعات بخسائر تتجاوز 109 مليارات دولار بحلول منتصف القرن.
هبوط التربة يفاقم الأزمة
تؤكد دراسات حديثة أن مدينة نيو أورلينز، التي تعاني منذ سنوات من آثار الفيضانات، تشهد حاليًا هبوطًا سنويًا في التربة بمعدل بوصتين في بعض المناطق. تُسهم التربة الهشة والمشبعة بالماء في تسريع هذه الظاهرة، مما يجعل المدينة من بين أكثر المناطق تعرضًا لخطر الغرق.
استند التقرير إلى بيانات من 55 عامًا من قياسات المد والجزر، شملت 36 مدينة ساحلية، وجرى تحليل سرعة ارتفاع مستوى البحر وتغيرات التربة والتيارات البحرية، بالإضافة إلى التأثيرات المناخية طويلة المدى مثل ظاهرة “إل نينيو”.
الحاجة إلى التوعية والاستعداد
قالت الباحثة مولي ميتشل من معهد فيرجينيا لعلوم البحار، إن “العديد من سكان السواحل بحاجة لمعرفة ما ينتظرهم خلال العقود المقبلة، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مصيرية حول مستقبلهم”. وأضافت أن الولايات الساحلية الشرقية والخليجية تشهد تسارعًا مقلقًا في الظواهر المناخية المرتبطة بذوبان الجليد القطبي، مما يؤكد الحاجة الملحة للاستعداد والتخطيط لمواجهة هذه التحديات.