لليوم الثاني على التوالي، تستمر انقطاعات خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة والشمال، بحسب ما أعلنته هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، الخميس، مرجعة ذلك إلى استهداف إسرائيل لمسارات الشبكة الرئيسية في ظل العدوان المستمر.
في الأثناء، توسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية شمال وجنوب مدينة غزة، وسط تقديرات بنزوح أكثر من 400 ألف فلسطيني من المدينة نحو الجنوب، بينما أظهرت صور الأقمار الصناعية انخفاضًا في عدد الخيام في شمال القطاع.
وفي سياق متصل، حذّر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من أن مستشفيات غزة “على حافة الانهيار” بسبب التصعيد العسكري ومنع إيصال المعدات الطبية، مؤكداً أن أوضاع النازحين “لا تليق بالكرامة الإنسانية”.
مئات القتلى وانقطاع كامل للاتصال
مصادر طبية أفادت بمقتل 100 فلسطيني خلال 24 ساعة جراء الغارات الإسرائيلية، فيما أعلنت تل أبيب عن تدمير مستودع أسلحة في غزة، قالت إنه كان يحتوي على متفجرات معدة للاستهداف.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي قطع الاتصالات بالكامل عن مدينة غزة، مما أعاق تحرك الطواقم الطبية نحو مواقع القصف، في ظل ظروف إنسانية متدهورة.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن نحو 800 ألف فلسطيني معزولون عن العالم الخارجي بعد انقطاع الإنترنت والاتصالات، بالتزامن مع تدمير واسع للبنية التحتية السكنية والمدنية.
تطويق غزة وعمليات برية متعددة المراحل
نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولة استخباراتية إسرائيلية أن تطويق مدينة غزة بالكامل سيكتمل بحلول 6 أكتوبر المقبل، مع بقاء نحو 7500 مسلح داخل المدينة، وفق التقديرات الإسرائيلية.
كما كشفت مصادر عبر موقع “واللا” عن تنفيذ خطة عسكرية إسرائيلية من ثلاث مراحل “غير مسبوقة”:
مرحلة النار: قصف مكثف ليلي فوق الأرض وتحتها لتدمير البنية التحتية.
المرحلة البرية: عمليات اقتحام مدعومة بنيران سريعة.
مرحلة السيطرة: تعزيز وجود أمني بمستوى عالٍ وقدرات عسكرية ضخمة.
أوضاع إنسانية متدهورة
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن الهجمات أدت إلى نزوح قسري لأكثر من 40 ألف شخص خلال يومين فقط، بينما أشار المتحدث باسمها، ستيفان دوجاريك، إلى أن 200 ألف شخص اضطروا منذ منتصف أغسطس للنزوح مشيًا لساعات طويلة، معظمهم من النساء والأطفال.
وأكد أن الهجمات الإسرائيلية تمنع النساء من الولادة في المستشفيات، ما يضطر الكثيرات للولادة في الشوارع دون رعاية طبية أو مياه نظيفة.
أرقام الخسائر
القتلى الإسرائيليون: 1219 شخصاً منذ 7 أكتوبر، وفق بيانات رسمية.
الضحايا الفلسطينيون: نحو 65 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب مصادر صحية في غزة.
النازحون الفلسطينيون: الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2 مليون شخص نزحوا قسراً منذ بدء الحرب.
ورغم تقارير الأمم المتحدة عن مجاعة مؤكدة في بعض مناطق القطاع، تواصل إسرائيل نفي تلك الادعاءات وتتهم حركة “حماس” بـ”نهب المساعدات الإنسانية”.