عقد مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة جلسة طارئة لمناقشة الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين تايلاند وكمبوديا، وفقًا لمصادر دبلوماسية.
جاء هذا الاجتماع بعد أن شنت تايلاند غارات جوية على أهداف عسكرية داخل كمبوديا، التي ردت بقصف مدفعي وصاروخي على مواقع داخل الأراضي التايلاندية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا، معظمهم من المدنيين، في أعنف تصعيد عسكري بين البلدين خلال حوالي 15 عامًا.
وأعلنت تايلاند يوم الجمعة عن إجلاء أكثر من 100 ألف مدني من القرى الواقعة على طول الحدود المشتركة التي تمتد لحوالي 800 كيلومتر.
في مايو الماضي، تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة المثلث الزمردي، التي تلتقي فيها حدود تايلاند وكمبوديا ولاوس، إلى مواجهة عسكرية أسفرت عن مقتل جندي كمبودي.
وقد أشعل انفجار لغم عند الحدود يوم الأربعاء اشتباكات أدت إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين، مما دفع بانكوك لسحب سفيرها من كمبوديا وطرد السفير الكمبودي.
تصاعدت التوترات على مدى أسابيع حتى بلغت ذروتها يوم الخميس بعد تبادل إطلاق نار قرب معبدين تاريخيين يعود تاريخهما إلى فترة أنغكور (بين القرنين التاسع والخامس عشر)، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
واتهم كل من وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي الطرف الآخر بالبدء بإطلاق النار، في تصعيد جديد في الخلاف الطويل بين البلدين حول منطقة حدودية متنازع عليها.
ويعد هذا القتال حالة نادرة من الصراع العسكري المفتوح بين دولتين عضوين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأكدت وزارة الخارجية التايلاندية يوم الجمعة رفض بانكوك لأي جهود وساطة من دول ثالثة لحل النزاع مع فنومبن، مشددة على ضرورة أن توقف كمبوديا الهجمات وحل القضية عبر محادثات ثنائية فقط.
وقال المتحدث باسم الخارجية التايلاندية، نيكورنديج بالانكورا، في تصريح لوكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة والصين وماليزيا، التي ترأس حالياً رابطة آسيان، عرضت المساعدة في تسهيل الحوار، لكن تايلاند تفضل الحل الثنائي.
وأضاف بالانكورا: “لا نرى حاجة في الوقت الحالي لأي وساطة من دولة ثالثة”.
وحذر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة، بومتام ويشاياشاي، من احتمال تحول الاشتباكات الحدودية إلى حرب قائلاً: “إذا استمر التصعيد، فقد تتحول الأمور إلى حرب، رغم أن الوضع الآن يقتصر على اشتباكات فقط”.