كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة جورجيا ستيت أن ميكروبات الأمعاء لدى الأمهات تلعب دورًا حيويًا في تشكيل دماغ الجنين داخل الرحم، قبل الولادة.
قام الباحثون بدراسة فئران حديثة الولادة تربّت في بيئة معقمة خالية من الميكروبات، ونقلوا بعضًا منها إلى أمهات بميكروبيوم طبيعي، ما سمح لهم بتحديد تأثير هذه الميكروبات على تطور منطقة دماغية مسؤولة عن الاستجابة للتوتر والسلوك الاجتماعي.
وأظهرت النتائج أن الميكروبات تبدأ في التأثير داخل الرحم، إذ لاحظ الباحثون نقصًا في عدد الخلايا العصبية في فئران بيئة معقمة حتى بعد التعرض للميكروبات بعد الولادة، مما يؤكد أهمية الميكروبات الأمومية في مراحل التطور المبكرة.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التوازن الميكروبي خلال الحمل والولادة، خاصة مع انتشار الولادة القيصرية واستخدام المضادات الحيوية التي قد تعطل هذه الميكروبات، مما قد يؤثر على صحة وسلوك الأطفال مستقبلاً.
وأكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم كيفية تعديل ميكروبيوم الأم وتأثيره على نمو الدماغ، معربين عن أن الميكروبات ليست مجرد كائنات ضارة، بل شركاء أساسيون في بناء الحياة.