لوحات جدارية عُثر عليها

عثر علماء الآثار في مدينة بومبي الإيطالية على مجموعة من اللوحات الجدارية النادرة التي تقدم رؤى جديدة عن الحياة الدينية في المدينة قبل تدميرها بسبب ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 ميلادي.

من بين الاكتشافات كانت لوحة جدارية ضخمة تمتد عبر ثلاثة جدران في قاعة للطعام، تصور طقوسًا دينية سرية تعرف باسم “أسرار ديونيسوس”. هذه الطقوس كانت مرتبطة بالإله اليوناني القديم “ديونيسوس”، الذي كان مرتبطًا بالخمر، الخصوبة، المسرح، والنشوة الدينية. تظهر اللوحة الجدارية النساء كأتباع لديونيسوس في أدوار متنوعة، بعضها راقصات والبعض الآخر صيادات يحملن ماعزًا مذبوحًا أو سيوفًا وأحشاء حيوانات.

وفي وسط اللوحة تظهر امرأة أنيقة الملبس، يُعتقد أنها تنتظر بداية الطقوس التي تعرف باسم “الطقوس الإدخالية”، أو طقوس تلقين الأسرار. كما يظهر الجزء العلوي من اللوحة حيوانات حية وأخرى تم التضحية بها، مثل غزال صغير، خنزير مذبوح، ديكة، وسمك.

ويشير العلماء إلى أن هذا التباين بين الاحتفال والتضحية يسلط الضوء على الطبيعة المزدوجة لعبادة “ديونيسوس”.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة بومبي، التي كانت مزدهرة في ذلك الوقت، دُفنت تحت الرماد نتيجة ثوران بركان فيزوف في عام 79 ميلادي، مما أسفر عن مقتل آلاف الرومان الذين لم يكونوا على علم بأنهم يعيشون بالقرب من أحد أكبر البراكين في أوروبا. الموقع الأثري يغطي نحو 66 هكتارًا (165 فدانًا)، وتمت الحفريات في حوالي 44 هكتارًا من الموقع حتى الآن.

تم الاكتشاف الأخير في منطقة تعرف بـ “ريجيو التاسعة”، حيث بدأت أعمال التنقيب في أوائل عام 2023، وكشفت حتى الآن عن أكثر من 50 غرفة. من بين الاكتشافات الجديدة هناك صالة سوداء تصور مشاهد من حرب طروادة، مجمع حمامات واسع، ولوحة جدارية يُعتقد أنها تصور طبقًا يشبه البيتزا الإيطالية القديمة.

يسلط هذا الاكتشاف الضوء على غنى الحياة الثقافية والدينية في بومبي ويقدم لمحة نادرة عن الطقوس السرية التي كانت تُمارس في المدينة القديمة.

البحث