الملكة كليوباترا

اقترب لغز ضريح الملكة كليوباترا من خطوة جديدة نحو الحل بعد إعلان فريق من علماء الآثار عن اكتشاف ميناء غارق قبالة الساحل الشمالي لمصر، قرب تابوزيريس ماغنا غرب الإسكندرية، الموقع المرتبط تاريخياً بالملكة البطلمية الأخيرة.

ويقع الميناء على عمق نحو 40 قدماً تحت مياه البحر المتوسط، ويضم أرضيات حجرية مصقولة، وأعمدة شاهقة، وكتل إسمنتية، وجرار فخارية، إلى جانب بقايا مراسٍ وأدوات بحرية، ما يشير إلى كونه مركزاً تجارياً نشطاً يربط طرق النقل البرية وبحيرة مريوط بالإسكندرية.

قاد الاكتشاف الباحثة الدومينيكانية كاثلين مارتينيز، بمساعدة عالم المحيطات بوب بالارد، حيث استخدم الفريق تقنيات المسح بالسونار والغوص للكشف عن شبكة منشآت مغمورة قد تكون مرتبطة بضريح كليوباترا ومارك أنطونيوس، خصوصاً بعد اكتشاف نفق صخري عام 2022 يمتد مباشرة نحو الميناء المكتشف حديثاً.

ويعزز الاكتشاف روايات المصادر القديمة عن رغبة كليوباترا في دفن نفسها إلى جانب أنطونيوس في مكان رمزي وآمن، مستوحى من أسطورة أوزيريس وإيزيس، فيما سبق العثور في المنطقة على عملات تحمل صورتها وقطع أثرية أخرى تؤكد أهمية المعبد والميناء في عهدها.

وأكدت مارتينيز أن الطريق ما زال طويلاً، مضيفة: “الأمر أصبح مجرد مسألة وقت قبل أن يُكشف ضريح كليوباترا، نحن في بداية مهمة ضخمة ستستمر فوق الأرض وتحت الماء”.

ومن المقرر عرض هذا الاكتشاف في فيلم وثائقي جديد من إنتاج “ناشيونال جيوغرافيك” بعنوان السر الأخير لكليوباترا، والمقرر عرضه في 25 سبتمبر الجاري، ليسلط الضوء على تفاصيل البحث ويعيد فتح واحد من أقدم ألغاز التاريخ.

البحث