صورة تعبيرية

اكتشف فريق بحثي في معهد كارولينسكا بالسويد نوعًا فرعيًا من الخلايا القاتلة الطبيعية يتمتع بقدرة فريدة على تذكر خلايا سرطان المبيض ومهاجمتها بكفاءة عالية.

تلعب الخلايا القاتلة الطبيعية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم ضد السرطان من خلال التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. ويتميز النوع الفرعي المكتشف، والمسمى “الخلايا القاتلة الطبيعية التكيفية” (aNK)، بقدرته على الاحتفاظ بذاكرة مناعية للأورام أو العدوى السابقة. هذه الذاكرة تمكنها من إظهار استجابة أقوى وأكثر فعالية عند مواجهة نفس التهديد مرة أخرى. تجعل هذه الخاصية الخلايا القاتلة الطبيعية التكيفية هدفًا واعدًا لتطوير علاجات جديدة لسرطان المبيض وأنواع أخرى من السرطان.

أظهرت الدراسة أن خلايا (aNK) لا تقتصر على تذكر الأورام، بل تقوم أيضًا بمهاجمتها بشكل مباشر، مما يزيد من فعاليتها في القضاء على الخلايا السرطانية. كما كشفت الدراسة عن تفاعلات بين الخلايا القاتلة الطبيعية التكيفية وأنواع أخرى من الخلايا المناعية، مما يساهم في تعزيز استجابة الجسم المناعية الشاملة ضد السرطان.

وأوضحت الدكتورة ديفاف سرحان، قائدة الفريق البحثي والمحاضرة في قسم طب المختبرات بمعهد كارولينسكا، أن نتائجهم تشير إلى الإمكانات الهائلة للخلايا القاتلة الطبيعية التكيفية في علاج السرطان، وخاصة سرطان المبيض الذي يمثل تحديًا علاجيًا كبيرًا.

وأضافت الدكتورة سرحان أن هذا الاكتشاف يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن الخلايا القاتلة الطبيعية تفتقر إلى الذاكرة المناعية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات مبتكرة للسرطان.

استخدم الباحثون في دراستهم تقنيات متقدمة لتحليل خلايا المناعة البشرية وأنسجة أورام المبيض، بما في ذلك تقنيات رسم خرائط الحمض النووي الريبوزي (RNA) على مستوى الخلية الواحدة، مما سمح لهم بفهم كيفية تفاعل خلايا (aNK) مع الأورام بدقة عالية.

وأشارت الدكتورة سرحان إلى أن الخطوة التالية في أبحاثهم تتضمن زيادة أعداد ونشاط الخلايا القاتلة الطبيعية التكيفية لدى المرضى، يليها إجراء تجارب سريرية لتقييم تأثيرها على معدلات البقاء على قيد الحياة وتحسين فرص العلاج.

البحث