شهدت الأسهم الأوروبية تراجعاً ملحوظاً، يوم الجمعة، في ظل تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحربه التجارية، من خلال فرض رسوم جمركية جديدة شملت كندا وعدة دول أخرى، وسط ترقّب المستثمرين لأي خطوات مماثلة تجاه الاتحاد الأوروبي.
وتراجع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.4% ليصل إلى 550.96 نقطة بحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش، بحسب وكالة “رويترز”، رغم بقائه على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية إجمالية. كما سجّلت مؤشرات إقليمية رئيسية أخرى تراجعاً بنسب متفاوتة.
وكان ترامب قد أعلن، يوم الخميس، أن الاتحاد الأوروبي قد يتلقى خطاباً يتعلّق بزيادة الرسوم الجمركية بحلول يوم الجمعة، مما أثار شكوكاً جديدة بشأن مستقبل المحادثات التجارية بين واشنطن وبروكسل.
وشملت قرارات ترامب فرض تعريفة جمركية بنسبة 35% على جميع الواردات الكندية بدءاً من الأول من أغسطس (آب)، إضافة إلى تعريفات تراوحت بين 15% و20% على واردات من دول أخرى، بارتفاع ملحوظ عن النسبة الأساسية الحالية البالغة 10%. كما فرض رسماً جمركياً بنسبة 50% على النحاس، في خطوة فُسرت على أنها تصعيد مباشر ضد قطاع المعادن العالمي.
التأثير على الأسواق والقطاعات:
قطاع السلع الشخصية والمنزلية في أوروبا تراجع بنسبة 1%.
قطاع الرعاية الصحية فقد 0.7% من قيمته.
بالمقابل، ارتفعت أسهم قطاع الدفاع بنسبة 0.6%، مدفوعة على ما يبدو بتوقعات زيادة الإنفاق في ظل التوترات التجارية.
أسهم شركة “بي بي” النفطية ارتفعت بنسبة 1.3%، رغم توقعات بتراجع أرباحها الفصلية نتيجة انخفاض أسعار الغاز والنفط.
ضغوط على الاقتصاد البريطاني:
في سياق متصل، أظهرت بيانات اقتصادية انكماش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع للشهر الثاني على التوالي في مايو (أيار)، ما يزيد الضغوط على تعافي المملكة المتحدة من التباطؤ الاقتصادي الأخير.
التحركات الأميركية الأخيرة تضع العلاقات التجارية عبر الأطلسي في مهب الريح مجدداً، وترسم ملامح مرحلة متوترة في أسواق المال العالمية، وسط مخاوف من موجة جديدة من الحمائية قد تعصف بثقة المستثمرين.