حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من مؤشرات واضحة على استعدادات لاندلاع جولة جديدة من القتال في السودان، خصوصًا في منطقة كردفان، مؤكداً أن التطورات الميدانية “لا توحي بأي تهدئة” بل تشير إلى تصعيد قد يزيد من معاناة السكان المنهكين منذ اندلاع الحرب.
كردفان تُعد منطقة استراتيجية تفصل بين الخرطوم الخاضعة لسيطرة الجيش وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، ما يجعل أي تصعيد فيها ذا تأثير مباشر على مسار الصراع.
في موازاة ذلك، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن محاولات الفرار من مدينة الفاشر مستمرة، مشيرة إلى وصول نحو 300 شخص إلى منطقة طويلة في دارفور خلال يوم واحد، وسط تقارير عن مدنيين ما زالوا محتجزين في محيط المدينة مقابل فدية مالية. ودعت المنظمة قوات الدعم السريع إلى السماح بمرور المدنيين بشكل آمن.
وأوضحت المنظمة أن مستويات سوء التغذية مرتفعة بين النازحين، وأن العديد من الوافدين تعرضوا لإصابات ناجمة عن عنف مباشر، من طلقات نارية وكسور إلى حالات تعذيب وضرب، وخصوصاً بين النساء والأطفال.
وتصاعدت المخاوف من موجة فظائع جديدة مع تمدد القتال شرقاً باتجاه الخرطوم وكردفان الغنية بالنفط. وشهدت مدينة الأُبيض استهدافاً بطائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، فيما تستمر المناوشات المتقطعة في نقاط محدودة داخل الإقليم.
يسيطر الجيش على ولايات واسعة تمتد من الشمال إلى البحر الأحمر وصولاً إلى النيل الأبيض والأزرق، بينما تبسط قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم ولايات دارفور، بعد دخولها مدينة الفاشر الأسبوع الماضي، ما أدى إلى موجة نزوح ضخمة ترافقت مع شهادات عن عمليات تصفية داخل المدينة.
ورغم إعلان الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية اقترحتها الرباعية الدولية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة)، أكد مسؤول عسكري سوداني أن الجيش لن يوافق على أي هدنة لا تتضمن الانسحاب من المناطق المدنية وتسليم السلاح.
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف ونزح نحو 12 مليون شخص، ما جعل السودان أمام واحدة من أكبر أزمات النزوح والجوع في العالم وفق تقييمات الأمم المتحدة.