دخل الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية أسبوعه الثاني اليوم الأربعاء، وسط جمود سياسي تام في الكونغرس، وتلويح الرئيس السابق دونالد ترامب باتخاذ إجراءات تصعيدية، من بينها رفض دفع الرواتب المتأخرة لمئات آلاف الموظفين الفيدراليين، في خطوة غير مسبوقة قد تشعل أزمة قانونية في البلاد.
في حين يغلق مجلس النواب أبوابه، يستمر مجلس الشيوخ في محاولة التصويت على خطط متعثرة لإعادة فتح الحكومة، وسط خلاف حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن تمويل التأمين الصحي ضمن خطة الإنفاق.وفي تصريح صادم خلال فعالية في البيت الأبيض، قال ترامب:
“هناك أشخاص لا يستحقون أن نعتني بهم، وسنعتني بهم بطريقة مختلفة”، في إشارة إلى إمكانية حرمان بعض الموظفين من الرواتب بأثر رجعي، خلافًا لما جرى خلال الإغلاقات الحكومية السابقة.
ووفقًا لمذكرة صادرة عن مكتب الإدارة والميزانية، لن تلتزم الإدارة تلقائيًا بدفع الرواتب المتأخرة، بل تطالب الكونغرس بإقرارها ضمن مشروع قانون تمويلي، وهو ما يعد خرقًا للأعراف المعمول بها منذ سنوات، وقد يعرض الحكومة لإجراءات قانونية من النقابات والموظفين.
انقسام في الكونغرس… ولا محادثات فعلية
في المقابل، لا تجري أي مفاوضات معلنة بين إدارة ترامب والكتلة الديمقراطية، رغم دعوات بعض أعضاء الشيوخ، مثل السيناتور بيرني ساندرز، إلى التفاوض للوصول إلى حل، حيث قال من قاعة مجلس الشيوخ:
“عليكم أن تتفاوضوا.. هذا هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة”.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب مايك جونسون أن المسؤولية تقع على عاتق الديمقراطيين، داعيًا إياهم إلى تمرير قانون التمويل المؤقت. لكن السيناتور الديمقراطية باتي موراي اتهمت إدارة ترامب بـ“تحدي القانون” وانتهاك حقوق الموظفين الفيدراليين.
أزمة التأمين الصحي.. عقدة في قلب الأزمة
يُعد تمويل برامج التأمين الصحي نقطة الخلاف الرئيسية بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث يرفض الجمهوريون تمرير التمويل دون شروط، بينما يصر الديمقراطيون على ربط إنهاء الإغلاق بوقف ارتفاع أسعار التأمين، معتبرين أن الرأي العام إلى جانبهم.
وقد عرضت السيناتور سوزان كولينز خطة بديلة، بينما أعرب بعض الجمهوريين مثل مارجوري تايلور جرين وجوش هاولي عن ضرورة التحرك لوقف ارتفاع الأسعار.
مخاوف على الأمن القومي.. وتحذير من تهديد للسلامة النووية
ألقى وزير الطاقة الأميركي تحذيرًا لافتًا، مؤكدًا أن الإغلاق المستمر يهدد سلامة الأسلحة النووية، بسبب غياب التمويل والصيانة والتحديث، في واحدة من أخطر تداعيات الأزمة حتى الآن.
خلفية: أسوأ إغلاق منذ 2019
وتذكّر هذه الأزمة بالإغلاق الأطول في تاريخ الولايات المتحدة عام 2019، والذي دام 35 يومًا. حينها، وقّع ترامب على قانون يضمن صرف رواتب الموظفين المتأخرة بعد انتهاء الإغلاق. أما اليوم، فيبدو أن البيت الأبيض يتراجع عن هذا النهج، ما يزيد الضغوط على الموظفين والمتقاعدين وأسرهم.