الاتحاد الأوروبي

يدرس الاتحاد الأوروبي مقترحاً لزيادة وارداته من السلع الأميركية بنحو 50 مليار يورو، وذلك في محاولة لتسوية الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة وتقليص الفجوة التجارية التي تعتبرها واشنطن غير متوازنة.

ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة الأوروبي، كشف عن هذا المقترح خلال مقابلة صحفية، مشيراً إلى أن زيادة استيراد سلع مثل الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا قد تشكّل خطوة فعالة لتهدئة التوترات بين الجانبين.

خلفية الخلاف:

تأتي هذه الخطوة في سياق محادثات مستمرة بين الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة بهدف إعادة التوازن للعلاقات التجارية، خاصة في ظل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018، تحت سياسة “أميركا أولاً”. هذه الرسوم تشمل تعريفات إضافية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، و10% على سلع أخرى، وهو ما أثار توترات واسعة مع حلفاء التجارة التقليديين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

الموقف الأميركي:

ترى الولايات المتحدة أن الاتحاد الأوروبي يحقق فائضاً تجارياً سنوياً كبيراً على حسابها، يقدر بمئات المليارات من الدولارات. لكن الاتحاد الأوروبي يعارض هذا التقدير ويؤكد أن الفائض لا يتجاوز 50 مليار يورو، عندما يتم احتساب تجارة الخدمات والاستثمارات العابرة للحدود.

المحاولات لتسوية الخلاف:

المقترح الأوروبي يمثل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الثقة مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوترات، لا سيما في فترة إدارة ترامب. وفي هذا السياق، جرت محاولات لإحياء الحوار التجاري بين الجانبين، مثل مجلس التجارة والتكنولوجيا، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي، سلاسل التوريد، والابتكار.

التحديات أمام الاتفاق:

في حين أن سيفكوفيتش أشار إلى إمكانية قبول تعريفة موحدة بنسبة 10% كنقطة انطلاق في المفاوضات، إلا أنه وصف هذه النسبة بأنها مرتفعة، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتوصل إلى اتفاق يقود إلى خفض أو إلغاء الرسوم. ومع ذلك، أكد سيفكوفيتش أن التوصل إلى اتفاق نهائي لن يكون سهلاً، حيث يحتاج إلى موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و البرلمان الأوروبي، وهو ما قد يواجه تحديات في ظل تباين المواقف داخل الاتحاد بشأن طبيعة العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة ومدى الاستعداد لتقديم تنازلات.

نظرة المستقبل:

ستظل العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تحت الأضواء، حيث يعد تحسين التوازن التجاري وحل القضايا العالقة على طاولة المفاوضات أحد الأهداف الرئيسية لكلا الطرفين.

البحث