عناصر الدعم السريع في مدينة الفاشر ( فرانس برس)

دان الاتحاد الأوروبي، الخميس، ما وصفه بـ”الفظائع الجسيمة والمستمرة” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان، خصوصاً بعد سيطرتها على مدينة الفاشر. وجاء في بيان الاتحاد أنّ الاستهداف المتعمّد للمدنيين، والقتل على أساس عرقي، والعنف الجنسي الممنهج، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، قد يشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وردّاً على تلك الانتهاكات، أقرّ مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إجراءات تقييدية بحق عبد الرحيم حمدان دقلو، القائد الثاني في قوات الدعم السريع، مؤكداً أنّه مستعد لاتخاذ خطوات إضافية بحق أي جهة تُسهم في زعزعة استقرار السودان أو تعرقل مسار انتقاله السياسي.

وأوضحت بروكسل أنّ ضمان المساءلة جزء أساسي من سياستها تجاه السودان منذ أكتوبر 2025، معلنةً تعزيز دعمها لعمليات توثيق الانتهاكات والتحقيق فيها بهدف كسر “دوامة الإفلات من العقاب”.

وفي موازاة ذلك، رحّبت مفوّضة الاتحاد الأوروبي كايلا كالاس بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه العمل على وقف الحرب في السودان بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معتبرةً أنّ على المجتمع الدولي “بذل المزيد من الجهد من أجل السلام”. وأشارت إلى أنّ واشنطن تمتلك أدوات ضغط مؤثرة يمكن أن تُسهم في تخفيف معاناة المدنيين.

المعركة حول الفاشر تبقى محوراً أساسياً في الحرب المندلعة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني والدعم السريع، والتي أدّت إلى نزوح عشرات الآلاف وتفاقم الحالة الإنسانية. مصادر عدة تتهم عبد الرحيم دقلو بقيادة الهجمات الأخيرة على الفاشر والإشراف على الانتهاكات في المدينة، فيما سبق للولايات المتحدة أن فرضت عليه عقوبات عام 2023.

من جهته، جدّد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان استعداده للتعاون مع الرياض وواشنطن لتحقيق السلام، مرحّباً بالتحرّك الأميركي ـ السعودي. وكتب البرهان عبر منصة “إكس”: “شكراً سمو الأمير محمد بن سلمان، شكراً الرئيس دونالد ترامب”، عقب لقاء جمع الزعيمين في واشنطن.

الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار تتزايد بالتوازي مع طرح هدنة إنسانية لثلاثة أشهر من قِبل الرباعية الدولية، فيما يبقى مستقبل الأزمة رهن قدرة الأطراف على الالتزام بمسار سياسي يوقف النزيف المستمر في السودان.

البحث