في خضم التصعيد المتزايد بين الهند وباكستان، يرى خبراء عسكريون أن التوترات الحالية تشكّل اختبارًا غير مباشر لقدرات التكنولوجيا الدفاعية الصينية، في أول مواجهة ميدانية ضد معدات عسكرية غربية متقدمة أثبتت فعاليتها.
ووفقًا لشبكة “سي إن إن” الأميركية، فقد أدى تصاعد التوترات إلى ارتفاع أسهم شركات الدفاع الصينية، ما يعكس تنامي الثقة بقدرات الصين العسكرية، خصوصًا مع تداول أنباء عن استخدام طائرات “جيه-10” الصينية في إسقاط خمس طائرات هندية، من بينها طائرات “رافال” الفرنسية المتطورة، خلال اشتباك جوي وقع يوم الأربعاء.
رغم عدم تأكيد الهند لهذه الأنباء أو الاعتراف بخسائرها، اكتفت الخارجية الصينية بالتصريح بأنها “لا تملك معلومات عن الوضع”.
تمثل هذه التطورات اختبارًا عمليًا للصناعة العسكرية الصينية، التي لم تدخل حربًا كبرى منذ أكثر من أربعة عقود، لكنها عملت بوتيرة متسارعة على تحديث جيشها وتطوير أنظمة تسليح متقدمة.
وتعد باكستان أحد أبرز زبائن الأسلحة الصينية، إذ شكلت المعدات الصينية 81% من وارداتها العسكرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ويتجاوز التعاون بين الجانبين التسليح ليشمل التدريب والتطوير التكنولوجي المشترك.
وفي هذا السياق، قال ساجان جوهال، مدير الأمن الدولي في مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ الفكرية بلندن، إن “الاشتباك بين الهند وباكستان يمثل فرصة نادرة لاختبار فعلي لصادرات الصين الدفاعية”، مشيرًا إلى احتمال إعادة رسم موازين الردع في جنوب آسيا.
مقاتلة “جيه-10”: العمود الفقري للقوات الجوية الصينية
تُعد مقاتلة “تشنغدو جيه-10″، المعروفة باسم “التنين القوي”، إحدى الركائز الأساسية في سلاح الجو الصيني. وقد تم تطويرها منذ منتصف الثمانينيات لتكون مقاتلة متعددة المهام، تحل محل الطائرات القديمة وتعزز قدرات الصين الجوية.
تتميز الطائرة بتصميم ديناميكي هوائي متقدم يوفّر قدرة عالية على المناورة، إلى جانب نظام تحكم رقمي يعزز الدقة القتالية. وتستطيع تنفيذ مهام متنوعة تشمل القتال الجوي، الهجوم الأرضي، الاستطلاع، وحتى العمليات البحرية.
يبلغ مدى “جيه-10” القتالي أكثر من 550 كيلومتراً، وتُزوّد بمجموعة واسعة من الذخائر والصواريخ، مثل صاروخ PL-12 جو-جو الموجه بالرادار، إضافة إلى قدرات هجوم دقيقة ضد أهداف أرضية وبحرية.
كما تتمتع الطائرة بمنظومة إلكترونية متطورة تعزز وعي الطيار بالبيئة القتالية، ورادار متعدد المهام قادر على تتبع عدة أهداف في آنٍ واحد.